نظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، اليوم (الثلاثاء) دورة تدريبية مجانية لقيادة القوارب الصغيرة حتى 12 متراً، والتي أقيمت لأول مرة في إمارة الشارقة، بحضور أكثر من 28 من الصيادين وأصحاب القوارب، وذلك في إطار حرص الهيئة والوزارة على تعزيز إجراءات الأمن والسلامة والتقليل من الحوادث البحرية، والحفاظ على البيئة البحرية والتوعية القانونية بشأن تشغيل هذه القوارب.
محاور شاملة
وتضمنت الدورة التعريف بالقارب وأجزاؤه المختلفة، وكيفية قطره بأمان وتحميله على المقطورة وسحبه بالسيارة، إضافة إلى إجراءات تجهيزه للرحلة البحرية، والعناصر الواجب الانتباه إليها قبل ذلك مثل التأكد من السعة القصوى للقارب وقوة المحركات، وتزويد القارب بالوقود اللازم والكافي للرحلة البحرية مع الإبقاء على كمية لا تقل عن 30% كاحتياطي للاستخدام في حالات الطوارئ.
جهود مشتركة للحفاظ على البيئة البحرية
وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة: "جاء تنظيمنا لهذه الدورة التدريبية بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية في إطار جهودنا المشتركة للحفاظ على البيئة البحرية، وتعزيز إجراءات الأمن والسلامة فيها، بما يسهم في الحفاظ على الكائنات الحية والنباتات الموجودة فيها، ويقلل من مستويات التلوث الناتجة عن إلقاء المخلّفات في مياه البحر".
وأكدت السويدي أن توعية الصيادين ومستخدمي القوارب بأهمية البيئة والموارد الطبيعية، تشكّل جزءاً من الجهود التي تقوم بها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية للحفاظ على الحياة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصاً أن منطقة الخليج العربي تعتبر من المناطق المحمية بيئياً، والتي يحظر إلقاء المخلّفات الزيتية أو النفايات المختلفة بكافة أنواعها فيها لحماية الأحياء البحرية والثروة السمكية والشواطئ.
وتعرّف المشاركون في الدورة على إرشادات فحص وصيانة القارب، ومن أبرزها الفحص الدوري لهيكل القارب الخارجي وكذلك من الداخل والتحقق من عدم وجود أية شروخ أو كسور بالهيكل، وتنظيفه داخلياً وخارجياً، والمحافظة على كفاءة الحبال المستخدمة في ربط القارب، واستخدام غطاء مناسب لحمايته من أشعة الشمس، وكذلك الفحص الدوري لبطارية التشغيل وخزان الوقود للتأكد من سلامتهما.
العديد من النصائح التوعوية
وقدّم المحاضر العديد من النصائح حول كيفية الإبحار بأمان عند مغادرة الرصيف والعودة إليه، وأهم القواعد الأساسية أثناء الإبحار من أجل الحفاظ على سلامة القوارب والمركبات والسفن التي تستخدم البحر، وكذلك تم التعريف بمعدات الأمن والسلامة الواجب توفرها على كل قارب، وإشارات الاستغاثة المتعارف عليها دولياً في البحر، إلى جانب أهم الحوادث البحرية الممكن حدوثها وكيف يمكن تفاديها.
تسهيل الحصول على رخصة قيادة بحرية
من جانبه، أكد عبدالعزيز السويدي، مدير إدارة الاستدامة البحرية في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن الهدف من الدورة المجانية التي استهدفت الصيادين أصحاب الخبرة، وستقام مستقبلاً أيضاً على عدة مراحل في كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة، هو تسهيل الحصول على رخصة قيادة بحرية، وزيادة مهاراتهم في استخدام القوارب وصيانتها، والجوانب القانونية المرتبطة بها، إضافة إلى مشاركتهم في حماية البيئة البحرية من خلال عدم إلقاء المخلّفات بكافة أنواعها وممارسة الصيد الآمن.
وفي ختام الدورة تم اطلاع الحضور على بعض الأمثلة حول الفترات الزمنية التي تحتاجها النفايات والمخلّفات حتى تتحلل في مياه البحر، حيث تستغرق النفايات الورقية من 2 إلى 4 أسابيع لكي تتحلل، فيما تستغرق الزجاجات والمخلّفات البلاستيكية حوالي 450 سنة حتى تتحلل. كما تعرفوا على الاستخدام المرّخص للقوارب لتفادي المساءلة القانونية والمخالفات الإدارية.
وتسعى هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، باعتبارها السلطة البيئية المختصة في الإمارة، إلى حماية البيئة والمحميات الطبيعية والحياة الفطرية وتنوعها الحيوي من خلال إجراء الدراسات والبحوث العلمية ووضع الأسس القانونية والإدارية الخاصة بمراقبة التلوث، بالإضافة إلى وضع السياسات المناسبة للتوعية والتثقيف البيئي من خلال نشر الإصدارات التوعوية التثقيفية، وتنفيذ البرامج وإطلاق الحملات المختصة في مجال التوعية والتثقيف البيئي، ودعم مبدأ التنمية المستدامة للحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية بالإضافة إلى سعيها لتكون المصدر والمرجع الأساسي في إمارة الشارقة للمعلومات البيئية والحياة الفطرية.
