ضمن فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الـ 21، نظم معهد الشارقة للتراث ورشة بعنوان "فن التذهيب"، ضمن الورش الاستباقية للملتقى، قدمها وتحدث فيها الخطاط العراقي مصعب شامل الدوري، وذلك في مقر المعهد، مبنى مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي.
وهدفت الورشة إلى تعليم المشاركون طريقة تذهيب المصاحف واللوحات الفنية، وكيفية كتابة الحروف العربية بالذهب، وتطور استخدام الأدوات الخاصة بالخط، واستهدفت الفئة العمرية 12 سنة وما فوق، ولاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً من قبل المشاركين.
جزء حيوي لا يتجزأ من الملتقى
وقالت عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي 21:" برنامج الورش الاستباقية أحد البرامج المهمة والمميزة التي تسبق وتمهد لملتقى الشارقة الدولي للراوي، وهي جزء حيوي لا يتجزأ من الملتقى، يسبقه ويتكامل معه، ودوماً يحصل المشاركون من خلالها على معلومات قيمة في مشهد تفاعلي بين المحاضرين ومقدمي الورش، والمشاركين فيها من مختلف الفئات العمرية".
وأعربت الشامسي عن شكرها وتقديرها للمحاضر مصعب شامل الدوري، الذي قدم معلومات مهمة وضرورية حول فن التذهيب وقيمته ومكانته وأهميته، كما شكر المشاركين الذين أغنوا الورشة من خلال تساؤلاتهم ومداخلاتهم.
ومن جانبه، قال مقدم الورشة، مصعب شامل الدوري:" تناولت الورشة فن التذهيب في المصاحف، وكيفية استعمال الذهب، وأنواع الذهب، كما تم التطرق إلى المفردات الزخرفية، ورسمها وإعادة تلوينها، وكان تفاعل المشاركين مشجعاً ومميزاً".
وأضاف:" كما قُمنا بالتعريف حول عملية صيانة المخطوطات التي ترجع لبداية كتابة المصاحف، إضافة إلى التعريف بالمواد المستخدمة مثل الأشرطة اللاصقة الخاصة، العقيق، الصمغ العربي، النشاء، والسائل الخاص المستخدم في دمج الأوراق التالفة وكيفية إعدادها وتحضيرها للتذهيب باستخدام عيار12، 18، 21".
خورفكان "نصب المقاومة"
وأكد مصعب شامل الدوري، بأنه سوف يكون هناك ورشة أخرى في الأيام المقبلة حول "فن التذهيب" في مدينة خورفكان بحضور خالد الشحي، مدير فرع المعهد في خورفكان، في مقر "نصب المقاومة" يوم الأحد 12 سبتمبر الجاري في تمام 10:00 صباحاً ليتناول فيها نفس المحاور حول طريقة تذهيب المصاحف واللوحات الفنية، وكيفية كتابة الحروف العربية بالذهب، وتطور استخدام الأدوات الخاصة بالخط.
فن التذهيب
يذكر أن فن التذهيب يستخدم على اللوحات بعد أن تخط بخطوط العربية، حيث يستخدم الذهب الخالص بعياراته المختلفة على اللوحات بعد تذويب الذهب مع العسل أو الصمغ، هذا وتعطي تلك الزخارف اللوحات قيمة جمالية وإبداعية على الصعيد الفني.
رصيداً ثقافياً ومعرفياً كبيراً
إلى ذلك، تستمر الورش الاستباقية لملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الـ 21، لمدة 15 يوماً، وهي موزعة على كافة فروع المعهد والمقر الرئيسي، وستضيف للمشاركين رصيداً ثقافياً ومعرفياً كبيراً، ويمتد الملتقى الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث سنوياً ليشمل بدءاً من هذا العام كافة أيام شهر سبتمبر، وهو التقليد الجديد الذي اعتمده المعهد بعد مضي عقدين من مسيرة الملتقى، وقد تم اختيار حزمة متنوعة ومميزة من البرامج والفعاليات والأنشطة التي تسهم في ترسيخ المعرفة بالراوي ومكانته وأهمية رواية الحكايات.