في محطتها الرابعة ، تواصل مدن إمارة الشارقة تقديم فعالياتها الممزوجة بأريج التراث للجمهور والضيوف من مختلف أنحاء العالم ، فبعد مدن الشارقة والذيد وكلباء ، احتضنت مدينة خورفكان وأهلها الأصلاء فعاليات الدورة 20 من أيام الشارقة التراثية والتي تعقد خلال الفترة 5 – 12 مارس الجاري .
وقام سمو الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في خورفكان ، بافتتاح الفعاليات في كل من المنطقة التراثية وحارة السدرة التراثية ، وبحضور سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية وسط حضور لافت من قبل مسؤولين وجمهور غفير من مختلف إمارات الدولة وضيوفها .
ورحب أهالي خورفكان بالحضور معربين عن فرحتهم اللافتة وهم يؤدون واجباً وطنياً كبيراً من خلال كونهم واجهة مهمة أخرى للتراث في الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وبما تضمه مدينتهم من مقومات تراثية أصيلة تستقطب سنوياً زائرين وضيوف ، وتلهم الأجيال بالحفاظ على هذا التراث الذين يستلهمون منه القيم الأصيلة، والإعتزاز بالجذور والإنتماء .
رقصة العيالة الإماراتية والعروض الفنية المقدمة من قبل ضيف الشرف (النمسا) كانت مثار إعجاب الحاضرين ، وذلك لما حملته من رسائل تراثية عدة سواء من حيث الذوق الفني بأناشيده وإيقاعاته ، أو باللباس الشعبي ، وكانت الفرصة الأكثر أهمية في هذه العروض هو بيان التمازج التراثي العالمي ، وقرب الثقافات الشعبية المعبرة بين الشعوب في توجيه مختلف الرسائل الإنسانية والإجتماعية للأجيال عبر الأزمان ، تلاها فقرة خاصة لأولياء أمور الأطفال عن أثر التراث في تقارب الثقافات وتماسك النسيج المجتمعي .
واصطف الفنانون من دولة الإمارات العربي المتحدة في صفين وهم يؤدون رقصة الهبان بحركات رشيقة مصحوبة بإيقاع الطبول ، على أنغام (مبسم) متصل بقربة هوائية مصنوعة من شعر الماعز يطلق نغمات تشبه نغمة المزمار ، وكان العازف محور الرقصة، فهو يتوسط صفي الفرقة الذين تحلقوا حوله متحفزين بنغماته لأداء الرقصة ، وهو ما اثار اهتمام الجمهور الذين تفاعلوامع الفقرة بفرح وحماس كبيرين .
وكأي بلد تراثي عريق ، مارس أبناؤه الكثير من الألعاب الشعبية التي خلدت في الذاكرة ، استمتع الزائرون لفعاليات أيام الشارقة التراثية في خورفكان بفقرة فريق الألعاب الشعبية الذي قدموا مجموعة من الألعاب القديمة ، وهي ألعاب لا تزال تمارس دورها المهم في ترفيه الأطفال والكبار على حد سواء لارتباطها بماضيهم الجميل .
أرض الفعاليات في أيام الشارقة التراثية في خورفكان استقبلت ضيوفها كذلك بمرافق متعددة ، منها ما تم تخصيصه للأكلات الشعبية ، ومنها للحرف المحلية الشعبية ، والأسواق المحلية ، كما أقيمت مجموعة من المسابقات التي تستهدف استقطاب الجمهور للتعرف الى التراث بصورة مقربة .
وضمن اهتمام فعاليات أيام الشارقة التراثية بالطفل والأسرة ، تم تخصيص عدد من الفقرات التي تدعم ثقافة الطفل التراثية ، كالقصص والمسابقات والحكايات والمسرح ، وكان لكل فقرة منها مجموعة من الفعاليات التي ستستمر على امتداد أيام الشارقة التراثية لغاية 21 من الشهر الحالي .
وفي ذات السياق ، خلال نفس الفترة ، تحتضن حارة السدر التراثية في منطقة اللؤلؤية بخورفكان مجموعة من الفعاليات ضمن أيام الشارقة التراثية ، وتشمل أركان الجهات المشاركة ، وتقدم عروض مختلف المأكولات الشعبية والتقليدية ، وسيحظى الأطفال بباقة شيقة من الألعاب التراثية ، فضلاً عن العروض الفنية والرقصات الشعبية التي تضفي على أيام الحدث لحظات مفعمة بعبق الماضي وروح التراث .