كشف "مكتب الشارقة صديقة للطفل" خلال فعاليات "قمة ريوايرد العالمية للتعليم" التي عقدت اليوم في إكسبو 2020 دبي عن المعايير التي تلبي أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية لتحويل مدارس وحضانات الشارقة إلى مراكز صديقة للطفل تعزز تعليمهم ونموهم و ذلك في إطار تحقيق رؤيته لتعزيز مستقبل التعليم في الإمارة.
جاء إطلاق المعايير بحضور سعادة الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وسعادة الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص والطيب آدم ممثل مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسف/ في منطقة الخليج والدكتورة حصة خلفان الغزال المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل.
وتوفر المعايير التي أطلقها المكتب إطار عمل لمدارس وحضانات الشارقة لتبني معايير عالمية ذات جودة عالية من خلال مناقشة كافة العناصر المؤثرة في حياة الطفل وحقوقه وتسعى لحماية نموه على الصعيد الجسدي والفكري والنفسي حيث تتضمن المعايير أربعة محاور رئيسة هي حق الطفل في التعليم ومشاركة الطفل وحماية الطفل وإدماج الأطفال ذوي الإعاقة.
و عمل المكتب على تطوير هذه المعايير بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص ومجلس الشارقة للتعليم ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسف/ في منطقة الخليج بناءً على إتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة مع الإستفادة من التجربة العالمية لمنظمة اليونيسف وتجسد هذه المعايير المصممة وفقاً للتشريعات والسياسات التي سنتها الهيئات الإتحادية والمؤسسات الحكومية المحلية مثل "قانون وديمة" و"الإستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة" و"الخطة الإستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال ذوي الإعاقة" وغيرها.
و كان مكتب الشارقة صديقة للطفل قد أطلق مشروع "مدارس وحضانات صديقة للطفل" في العام 2019 وعمل على تطوير معايير "المدارس الصديقة للطفل" بعد التشاور مع 2000 طفل ويافع من 114 مدرسة و15 حضانة وتضمن المشروع دورات تدريبية وتثقيفية حول حقوق الطفل شارك فيها 2500 معلم وخبير تربوي وأخصائي اجتماعي وطالب ونجحت 13 مدرسة خاصة و13 حضانة حكومية في الشارقة بإستكمال متطلبات المرحلة التجريبية للمشروع.
و قالت سعادة الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا تأتي هذه المعايير ثمرة للتعاون البناء بين مجموعة من الهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية وستمهد الطريق لتوفير بيئة تعليمية صحية في جميع مدارس الإمارة إنسجاما مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتحويل المدارس إلى فضاءات لإكتساب العلوم والمعارف وضمان تزويد الأجيال القادمة بمقومات تحقيق تطلعات دولة الإمارات.
بدورها قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال انه لتطوير قطاع التعليم وتمكينه من مواكبة التغيرات المتسارعة في المشهد التعليمي العالمي يتوجب العمل على تلبية الإحتياجات الشخصية وتعزيز جودة العملية التعليمية وتمكين الطلاب من إكتساب المهارات الأساسية المتنوعة التي يحتاجونها في حياتهم المهنية والشخصية في المستقبل ويعد تفاعل الأطفال ومشاركتهم في جميع الأنشطة التعليمية وإتاحة الحرية لهم لتطوير قدراتهم ومهاراتهم القيادية والإبداعية من أبرز الركائز الأساسية للمنهج القائم على حماية حقوق الطفل في التعليم.
وأضافت يأتي هدفنا لتعزيز تعليم الأطفال من خلال إستراتيجيات ومبادرات هادفة توافقا مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينتة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حيث تعد هذه المعايير إنجازاً جديداً على مستوى المنطقة لأنها ستوجه وتساعد مدارس وحضانات الشارقة على توفير بيئة آمنة وصحية ووقائية تضمن حقوق الطفل وتخدم مصالحه في الوصول إلى تعليم عالي الجودة.
وتعد المعايير التي حددها المكتب للحضانات الصديقة للطفل في الشارقة الأولى من نوعها التي سيتم تعميمها على المستوى العالمي وتتضمن توفير فرص اللعب والراحة لجميع الأطفال في بيئة آمنة وصحية ويتوجب على الحضانات أن تلتزم بتعزيز حماية حقوق الطفل وصيانتها ودعمها من خلال توفير بيئة رعاية شاملة يتم تزويد الموظفين فيها بكافة الوسائل والأدوات اللازمة لتلبية الاحتياجات الفردية للطفل وضمان مصلحته.
ولتعزيز حقوق الأطفال في التعليم بوصفهم متعلمين ومستفيدين رئيسيين حدد المكتب 9 معايير لدعم حقوق الطفل في المدارس تتضمن تعزيز بيئة آمنة وصحية وتوفير الفرص المتكافئة لجميع الأطفال وتوفير المساحات الآمنة مع وتمكينهم من الإستمتاع باللعب بالإضافة إلى حشد الجهود والعمل كوحدة متماسكة لفهم الأطفال ودعمهم دعماً كاملاً.
و قال الطيب آدم يتزامن إن إطلاق المعايير الجديدة مع إعادة إفتتاح المدارس وعودة الأطفال إلى الحضور الشخصي على أرض الواقع وستسهم هذه المعايير بخلق بيئة صديقة للطفل تحمي الأطفال وتصون حقوقهم وتحفزهم على التعلم.. و مع التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم اليوم ينبغي لنظام التعليم الموجه للطفل أن يراعي الإحتياجات الفردية للأطفال بالإضافة إلى جودة التعليم وإكتساب المهارات ووترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام وحماية البيئة وضمان استدامتها في نفوسهم.
بدوره قال سعادة الدكتور سعيد مصبح الكعبي لتوفير نظام تعليمي مستدام ومتكامل يرتقي لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة أطلق المجلس عدداً من المبادرات النوعية لتعزيز نظام التعليم المخصص لمرحلة الطفولة المبكرة في الإمارة حيث أطلق في وقت سابق من العام الجاري مبادرة /إطار الشارقة للطفولة المبكرة/ الأولى من نوعها في المنطقة لتوفير نظام شامل وموحد للقوانين والمعايير التنظيمية التي تحكم عمل الحضانات المخصصة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ثلاثة أشهر .
و أوضحت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي أن هيئة الشارقة للتعليم الخاص هي هيئة تنظيمية تأسست في نوفمبر 2018 لإدارة المدارس الخاصة والحضانات ومراكز التدريب في إمارة الشارقة ويشرفنا المشاركة في مشروع المدارس والحضانات الصديقة للطفل بالشارقة والذي بدأ في عام 2019.
وأكدت الهاشمي مشاركة 114 مدرسة خاصة في الشارقة و15 حضانة حكومية في المبادرة خلال المرحلة التجريبية لافتة إلى أن 21 مدرسة و13 حضانة منها حصلت على شهادة لامتثالها لمعايير "المدارس والحضانات الصديقة للطفل".
يشار إلى أن معايير المدارس والحضانات الصديقة للطفل تم إطلاقها تحت بند "الإبتكار في التعليم" خلال "قمة ريوايرد العالمية للتعليم" وهي منصة عالمية تتناول على مدى ثلاثة أيام أحدث الإبتكارات والتوجهات والرؤى والأفكار في مجال التعليم.