حظيت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الذيد للرطب، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مدار أربعة أيام في مركز إكسبو الذيد، بإقبال تجاوز 20 ألف زائر من إمارة الشارقة ومختلف إمارات الدولة الذين حرصوا على متابعة أنشطة الحدث الذي اختتم أمس، وما تضمنه من الفعاليات التي استهدفت إحياء التراث والاحتفاء بالعادات والتقاليد الإماراتية العريقة، فضلا عن متابعة مسابقات مزاينة الرطب والفواكه، والاطلاع على أجود ما أنتجه مزارع النخيل في الذيد والشارقة ودولة الإمارات التي قدمها عشرات المزارعين من أفخر أنواع الرطب والفواكه، بالإضافة إلى أحدث الابتكارات الزراعية.
وشهد المهرجان خلال أيامه الأربعة التي امتدت من 22 إلى 25 يوليو، توزيع 271 جائزة نقدية بقيمة مليون و500 ألف درهم على المشاركين في مسابقات المزاينة السبعة، وجوائز عينية للفائزين بالسحوبات التي أجرتها غرفة الشارقة بهدف إسعاد الزوار ومتابعي حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالحدث، وتضمن المهرجان 23 منصة عرض المزارعون من خلالها مختلف أصناف الرطب من الإنتاج المحلي لإمارة الشارقة بشكل خاص والدولة بشكل عام، وسط مشاركة العشرات من ملّاك النخيل والمزارعين والصناعيين إلى جانب عدد من الجهات الرسمية.
وشهد اليوم الختامي للحدث حضورا رسميا رفيع المستوى تمثل بالشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب حاكم الشارقة في مدينة كلباء، الذي جال في أرجاء المهرجان وتابع عددا من فعالياته واستمع من محمد مصبح الطنيجي منسق عام المهرجان، عن تفاصيل الحدث وأهميته ودوره الفاعل في دعم زراعة النخيل والارتقاء بجودته، كما تم خلال اليوم الختامي تكريم الفائزين بمسابقات المزاينة وعدد من الجهات الحكومية وشركاء الحدث من قبل سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة محمد معضد بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد وعدد من المسؤولين وأعضاء اللجنة التنظيمية للمهرجان.
دعم ورعاية القيادة
وقال سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة: "إن النجاح الذي شهدته الدورة الخامسة من مهرجان الذيد للرطب تؤكد النهج الاستراتيجي السليم الذي وضعته الغرفة له منذ انطلاق الحدث عام 2016 والذي يسير من نجاح إلى نجاح، يجسده تزايدا لافتا في أعداد الزوار وإقبالا من الجمهور على مختلف الأنشطة والفعاليات التي تعكس أهمية ومكانة الرطب في المجتمع الإماراتي، وهذا ماكان ليتحقق لولا الدعم والرعاية التي وفرتها القيادة الرشيدة لمثل هذه الفعاليات المعنية بالحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل وتعريف الأجيال الجديدة بالجانب المضيء من تاريخ دولتنا وتراث أجدادنا".
مواصلة النجاح
ورفع العويس، أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعم سموه اللامحدود للمهرجان الذي أطلقته الغرفة ترجمة لرؤية سموه الحكيمة، مثمنا جهود ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والدعم السخي الذي يقدمه سموه لكافة المهرجانات والفعاليات التراثية على مستوى الدولة، مؤكدا أن ما حققته الدورة الخامسة من الذيد للرطب تحتم على الغرفة إضافة المزيد على النجاح الذي يحققه المهرجان في كل عام، إنطلاقا من حرصها على النهوض بالنخيل كصناعة كانت ومازالت تحظى بمكانة في نفس كل إماراتي، بالإضافة إلى ما تمثله كمصدر دخل للكثير من المزارعين، وتماشيا مع ما تشهده مدينة الذيد من نهضة حضارية، ولهذا ستعكف الغرفة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين على استمرارية تنظيم هذا الحدث لمواصلة النجاح الباهر الذي حققه المهرجان في سنواته السابقة.
خطى خطوات ثابتة
من جانبه أشار سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، إلى أن مهرجان الذيد للرطب في دورته الخامسة خطى خطوات ثابتة على طريق النجاح بالرغم من تحديات جائحة كوفيد-19، وأثبت مكانته الرائدة على خارطة الفعاليات الاقتصادية والتراثية المهمة في الدولة في ظل دعم القيادة الرشيدة وتعاون المعنيين بزراعة النخيل والشركاء الاستراتيجيين، كما غدى نافذة تسويقية مهمة للرطب في الشارقة والدولة، لافتا إلى أن الدورة الحالية من المهرجان شهدت اقبالا كبيرا من المزارعين مقارنة مع المواسم السابقة، بفضل دعم ورعاية القيادة وتوجيهاتها برفع قيمة الجوائز إلى 50% وزيادة فئات مسابقات الرطب والفواكه، الأمر الذي انعكس في نجاح غرفة الشارقة بجذب ملّاك النخيل والمزارعين والصناعيين والتجار على المشاركة في فعاليات الحدث والاستفادة منه في تعظيم العائد الاستثماري للنخيل والصناعات القائمة عليه، وصولا إلى تحقيق أفضل النتائج التي تنعكس إيجابا على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة الوسطى وتسهم في إسعاد سكانها.
وتوجه العوضي بالشكر والتقدير لجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية على دعمها وتعاونها لإنجاح دورة المهرجان الخامسة، وخص بالشكر لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في إمارة الشارقة التي حرصت على ضمان تطبيق أقصى الإجراءات والتدابير الاحترازية حفاظا على صحة العارضين والمشاركين والزوار، متوجها بالشكر أيضا لأهالي مدينة الذيد وكافة زوار المهرجان والمزارعين على تعاونهم والتزامهم وتجاوبهم مع الإرشادات ما يعكس حرصهم على سلامة المجتمع.
علامة مميزة
من جهته قال محمد مصبح الطنيجي منسق عام المهرجان: "إن الدورة الخامسة من المهرجان تعد علامة مميزة في تاريخ الحدث من حيث الإضافات النوعية الجديدة التي شهدها والأنشطة والفعاليات المميزة التي لاقت تفاعلا من الزوار منذ اليوم الأول لانطلاقته، ومن بين تلك الإضافات يمكن الإشارة إلى مسابقتي المانجو والتين الجديدتين اللتين ساهمتا بشكل كبير في استقطاب مزارعي الفواكه للمشاركة بمسابقات المزاينة إلى جانب الترويج لمنتجاتهم، لافتا إلى أن مهرجان الذيد للرطب يواصل إثبات أهميته ودوره في زيادة الوعي لدى المزارعين الأمر الذي انعكس بشكل كبير ومتميز على الأصناف والأعمال المشارك بها في كل مسابقة على حدة، إضافة إلى زيادة الوعي لدى المزارعين بطرق الزراعة الصحيحة وآليات الري ومكافحة الحشرات ونظافة المزرعة وغيرها، وقد أثبت أغلب المزارعين نجاحهم في ذلك الأمر الذي إنعكس في الحصول على محصول يتمتع بجودة عالية.
نتائج المسابقات
وبلغ عدد الفائزين بمسابقات مزاينة الرطب والفواكه السبعة في الدورة الخامسة من مهرجان الذيد للرطب 271 فائزا، انقسموا إلى 15 فائز في فئة النخبة وكان المركز الأول من نصيب سالم علي سالم و15 فائز في فئة الليمون ذهب المركز الأول فيها إلى خالد سيف الرايحي، فيما فاز بالمركز الأول بفئة الشيشي سعيد حمودة العرياني، أما الفائز بالمركز الأول عن فئة الخنيزي (أبوظبي -دبي) فحظي بها أحمد العرياني، وفئة الخنيزي (الإمارات الشمالية) فاز بمركزها الأول سالم القايدي، وكان المركز الأول في مسابقة أكبر عذج من نصيب سعيد العرياني، وفئة الخلاص (إمارة أبوظبي-دبي) ذهبت لسلطان العرياني، وفئة الخلاص (الإمارات الشمالية) لسالم محمد هاشل.
وشهد اليوم الأخير من المهرجان تكريم الفائزين بمسابقات المانجو المحلي التي فاز بها 10 مشاركين كان المركز الأول فيها من نصيب مصبح القايدي، و10 فائزين بفئة المانجو المخلوط ذهب المركز الأول إلى خميس الكندي، وتم أيضا تكريم 15 فائزا من فئة الحسيل وحقق المركز الأول فيها سالم القايدي، في حين بلغ عدد الفائزين في فئة أجمل مخرافة للنساء فقط 10 فائزات كان المركز الأول من نصيب آمنة الكتبي.
إشادة
وأعرب العديد من زوار المهرجان عن إعجابهم وتقديرهم للفعاليات التي تم تنظيمها على هامش الحدث، وهو ما يعكس عمق ارتباط الأجيال الحالية بموروثها الثقافي، فيما أشاد المزارعون ومنتجو الرطب والفواكه المشاركون بالمسابقات بتطور المنافسات في الدورة الحالية، مقارنة بالأعوام السابقة وهو ما انعكس على مستوى المشاركات المقدمة، والتي كشفت مدى النجاح الكبير الذي حققه المهرجان، ومساهمته في زيادة الوعي الزراعي لدى عشاق النخيل.