هنأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أهالي مدينة كلباء بالتطور التراثي الذي تشهده المدينة مثل سوق كلباء التراثي وسوق الجبيل، متمنياً سموه بأن تصب المشروعات التنموية في المدينة لصالح الأهالي والمواطنين، مشيداً سموه بجهود جمعية الصيادين في مدينة كلباء، داعياً إياهم بتكثيف العمل وتلبية طلبات الصيادين للمحافظة على هذه المهنة وإنعاش السوق وتزويده بالأسماك الطازجة التي تكون مصدرها صيادي المدينة.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم السبت في افتتاح سوق الجبيل بمدينة كلباء، موجهاً سموه المسؤولين القائمين على مهنة الصيد بضرورة توفير الاهتمام والرعاية والدعم اللازم للصيادين، إضافة إلى ضرورة تعدد مصادر الدخل لجمعية الصيادين، الأمر الذي ينعكس على المنتج الذي يتم توفيره في السوق ويكون صيداً طازجاً للمستهلكين وأهالي المنطقة.
وشدد صاحب السمو حاكم الشارقة على ضرورة المحافظة على المهن التقليدية مثل الصيد والزراعة وتشجيع أصحابها لضمان استدامتها، مؤكداً سموه استمرار تقديم الدعم لأصحاب المهن المحلية.
وأوضح سموه أن الاهتمام بالزراعة والارتقاء بها يأتي ضمن أولويات عملية التنمية، وذلك من خلال تكليف الجهات المختصة بتهيئة الأراضي الخاصة بالمواطنين وتوفير المياه والبيوت المغطاة لتكون صالحة للزراعة الحديثة، وتكون المحاصيل التي يتغذى عليها الأبناء خالية من السموم والمواد الكيماوية والمبيدات، إضافة إلى دعم مربي الماشية من خلال توفير المرعى لهم وزراعة المناطق المجاورة له حتى تتغذى المواشي عليها.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن العمل جاري على العديد من المشروعات التنموية الأخرى في المدينة مثل بحيرة الحفية واستراحة جبل الديم، وهي مشروعات نظيفة صديقة للبيئة، كما تساعد في توفير الوظائف لأهالي المنطقة، مؤكداً سموه حرصه على توفير كل ما يصب في صحة ومصلحة المواطنين.
ودعا سموه في نهاية كلمته الآباء والأمهات إلى أهمية التربية الصالحة وتعليم الأبناء المهن والحرف التقليدية للمحافظة عليها ونقلها من جيل إلى جيل، بالتمسك باللغة العربية السليمة والعادات والتقاليد والتي تحافظ على هوية المجتمع، مضيفاً سموه بأن المشروعات التنموية التي تحفظ التراث تعزز المكاسب التي يرسمها سموه.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد أزاح الستار فور وصوله لمبنى سوق الجبيل الواقع في منطقة البحايص بمدينة كلباء، إيذاناً بافتتاح السوق، متجولاً سموه في أقسامه الذي يضم 3 أقسام وهي قسم اللحوم وقسم الأسماك وقسم الخضروات والفواكه، إضافة إلى فناءً وسطياً ومنطقة مزاد داخلية لعرض وبيع المنتجات البحرية الطازجة.
واستمع سموه إلى شرحٍ مفصل عن السوق الذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ 33 ألف متر مربع، ويشمل مبنى السوق ومواقف السيارات، ويضم 16 محل للحوم والدواجن و22 محل للأسماك و31 محل للخضار والفواكه، كما يهدف المشروع إلى تلبية احتياجات سكان المدينة من المنتجات الطازجة رفيعة المستوى، وخلق فرص عمل للصيادين والتجار والمزارعين ومربي الماشية.
واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على التفاصيل المعمارية للسوق والذي صُمم على الطابع الإسلامي ومزود بزخارف داخلية وخارجية تحمل ذات الطابع المعماري، ويتمتع المبنى بتشطيبات تتناسق مع الثقافة والبيئة المحلية، ومزود بمناطق تحميل وتفريغ البضائع وثلاجات لحفظ الطعام ومصنع للثلج وأماكن مخصصة لشوي الأسماك، بالإضافة إلى دورات مياه ومصليات للرجال والنساء.
وزار سموه الرصيف البحري ومواقف عربات قوارب الصيادين التي تخدم 72 قارباً، مطلعاً سموه على المخطط الخاص بتطوير وتوسعة مبنى جمعية الصيادين المجاور للسوق واستراحة الصيادين، ومخطط توسعة الرصيف البحري ليخدم منطقة المزاد الخارجية وللتسهيل على الصيادين في عملية رسو المراكب وإنزال الأسماك.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة عرضاً مصوراً تناول فيه مراحل بناء سوق الجبيل في كلباء، والذي يحقق التوزيع المتوازن لمشروعات التنمية بين مناطق إمارة الشارقة، ويعد إحدى مراكز التسوق المتخصصة في مجال المنتجات الغذائية الطازجة، ومنفذ مبتكر لتحقيق الأمن الغذائي، كما استعرضت المادة المصورة مواصفات السوق الذي يضم واجهة أمامية بطول 177 متراً، ويشتمل على رواقين أمامي وخلفي، و4 براجيل لكل من الواجهتين الأمامية والخلفية.
حضر الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، وعدداً من كبار المسؤولين رؤساء ومديري الدوائر الحكومية، العاملين في مجال الصيد البحري والصيادين.