أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن الأعمال الفائزة بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية تكمن قيمتها في رفد المكتبة العربية بالكثير من الدراسات المتخصصة التي تضيف لما كتب في اللغة العربية وتساهم في الحفاظ عليها من خلال الأبحاث العلمية الرصينة.
جاء ذلك خلال تكريم سموه صباح اليوم الأحد في دارة الدكتور سلطان القاسمي الفائزين بالدورة الخامسة من جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية.
وقال سموه // الجائزة ليست في اختصاصات ربما تؤول إلى مسائل في السياسة أو الصناعة وإنما للبحث العلمي الأدبي الذي يرجع في نتائجه إلى أن يعطي إضافات كثيرة ربما تكون غائبة عن الباحثين في أوراق المخطوطات أو الكتب التي لا يستطيع الانسان أن يصل إليها //.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة // هذه البحوث قيمة ترفد الجامعات والمكتبات في مجال إحياء اللغة، وتضيف لنا آفاق وبحوث جديدة ولذلك كل ما كتب في هذا المجال لا يظن البعض أنه ترف ثقافي بل هو في لب الموضوع الحياتي لأن اللغة هي الأساس وإلى جانبها الدين والايمان //.
وأضاف سموه // نتمنى أن تكون هذه الدراسة نافعة وشافية لكل من بحث وأراد أن يضيف إلى اللغة معطيات جديدة، ونشكركم شكراً جزيلاً على هذا الجهد وما هذه الجوائز إلا أشكال رمزية، أما لكم من عندنا كل محبة وتقدير ومقام رفيع فلا تستصغرون أنفسكم، نتمنى لكم التوفيق والسداد ونتمنى للقادمين من بعدكم أن يسلكوا نفس هذا الطريق للمنفعة العامة//.
وأشار سموه إلى أن خريجو اللغة العربية والدراسات الإسلامية يواجهون صعوبة عدم توفير الوظائف لهم في الكثير من الأماكن ويتم التقليل من شأنهم مؤكداً أن الشارقة تعمل على الإعلاء من شأنهم ولديها برامج لهم في مجالات التدريس الهامة للحفاظ على اللغة العربية وفي الوظائف الأخرى.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم الفائزين بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية بدورتها الخامسة، مباركاً لهم هذا الإنجاز، ومثنياً على جهودهم في تقديم خدمات جليلة للغة العربية من خلال إجراء الدراسات والأبحاث القيمة التي تقدم الفائدة وتثري الباحثين.
وحاز على المركز الأول عن محور "الدراسات الأسلوبية في تحليل الخطاب القرآني" من الجائزة، الدكتور محمد عبدالفتاح الخطيب عن كتابه "البنية العاملية ومنازل الكلام في العربية، نحو لسانيات لتحليل الخطاب القرآني"، فيما نال المركز الثاني الدكتور مصطفى الجيلاني رجوان عن كتابه "بلاغة السرد في قصص القرآن: تنظير وإنجاز في السرديات البلاغية".
وفي محور "المعجم المختص في العلوم والفنون" كرّم صاحب السمو حاكم الشارقة الدكتور سامي محمود بن عامر الفائز بالمركز الأول عن كتابه "معجم مصطلحات الفنون البصرية"، بينما حاز المركز الثاني الدكتور مهدي أسعد عرار عن كتابه "معجم المرأة في القرآن الكريم".
وفي كلمةٍ له بارك الدكتور أحمد الضبيب عضو مجلس أُمناء مجمع اللغة العربية، عضو لجنة تحكيم الجائزة، لصاحب السمو حاكم الشارقة نجاح النسخة الخامسة من جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، مشيراً إلى أن الجائزة خلال سنواتها الخمس تخطو بتميز وثبات وقبول من الباحثين والدارسين للغة العربية في أنحاء الوطن العربي، مشيداً بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة، للغة العربية الذي يدل على إيمان سموه بأهمية العناية بلغة القرآن الكريم، والمبادرات الثقافية التي تضيء جوانب كثيرة كانت معتمة، غدت خلالها الشارقة منارة يتشبث بها الباحثين والدارسين ومتنفس لكل محب للغة العربية.
وأوضح عضو لجنة التحكيم أن الجائزة تحمل عدة مميزات كونها تطرح على نطاق الوطن العربي وتتسم بالنزاهة والحياد، إضافة إلى تلقيها قبولاً كبيراً بين المهتمين، حيث تشهد كل نسخة أعداداً أكبر من سابقتها من حيث عدد المرشحين.
وألقى الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمةً أعلن خلالها اعتماد صاحب السمو الرئيس الأعلى للمجمع، محاور الجائزة في نسختها السادسة وهي محور الدراسات اللغوية "الدراسات التي تناولت تعلم اللغة العربية وتعليمها لأبنائها ولغير أبنائها"، ومحور الدراسات المعجمية "صناعة المعجم اللغوي: دراسةً وتأليفاً".
كما قدم أمين عام مجمع اللغة العربية الشكر الجزيل إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على دعمه المتواصل لكافة الجهود التي تسهم في الحفاظ على اللغة العربية وتعزز من حضورها العلمي والأدبي واللغوي، مشيراً إلى العمل الذي تم خلال الفترة السابقة من النسخة الخامسة للجائزة، من كافة فرق العمل ولجنة التحكيم.
وقدم الفائزون في النسخة الخامسة من الجائزة نبذةً حول أعمالهم الفائزة ومنطلقاتها العلمية وأهم مخرجاتها والتحديات التي واجهوها، معربين عن خالص شكرهم لصاحب السمو حاكم الشارقة على الاحتفاء بهم وتكريمهم بهذه الجائزة الهامة.
وعلى هامش حفل تكريم الفائزين، التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أعضاء لجنة تحكيم جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، مطلعاً سموه على سير العمل خلال فترة التحكيم وأهم التحديات التي واجهة اللجنة.
كما استمع سموه إلى مجموعة من المقترحات التطويرية التي من شأنها زيادة الإقبال على الجائزة وتطوير آلياتها بما يخدم أهدافها، وتمكين الأدباء والمختصين في اللغة العربية من المشاركة في محاور الجائزة.
حضر التكريم بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من جمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وعدد من أعضاء لجنة التحكيم.