تلعب جمعية أصدقاء مرضى السرطان، دوراً إنسانياً كبيراً في مد يد العون والمؤازرة للقضاء على المرض داخل الدولة، وشهدت الجمعية مسيرة حافلة بالمنجزات أوصلتها لأن تكون واحدة من أبرز الفعاليات المجتمعية والإنسانية ذات الحضور الفاعل والجماهيري المؤثر في مستوى دولة الإمارات خاصة والمنطقة عامة.
وللتعرف أكثر إلى جهود الجمعية، كان ل«الخليج» هذا الحوار مع سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي ستعرّف بمبادرة القافلة الوردية التي أطلقتها الجمعية، وهي واحدة من أبرز حملات التوعية بسرطان الثدي في دولة الإمارات، كما ستتطرق إلى عدد المستفيدين من الجمعية، وطبيعة عملها بالتعاون مع الشركاء، وكيف تمكنت من التكيف مع الظروف التي نشأت مع انتشار وباء كورونا؟ وما هي الأولويات التي ركزت عليها الجمعية خلال الفترة الماضية وغيرها؟
* بداية نود أن تعرفينا بجمعية أصدقاء مرضى السرطان وعدد المستفيدين من خدماتها حتى الآن؟
- «أصدقاء مرضى السرطان» هي جمعية ذات نفع عام تأسست في عام 1999 بتوجيهات ورعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس الفخري ومؤسس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان؛ حيث تلتزم الجمعية بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان وعائلاتهم خلال علاج المرض، بغض النظر عن الجنسية، أو الجنس، أو العمر، أو الدين أو العرق.
وخلال عام 2020 قدمت الجمعية، دعماً لتغطية تكاليف علاج 399 مريضاً، بما في ذلك العمليات الجراحية والعلاج الكيماوي والأشعة والأدوية وغيرها من الفحوص، كما تعمل على تعزيز وضمان حقوق المصابين بالأمراض غير المعدية وتلبية احتياجاتهم من خلال مناصرتهم وحشد الدعم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
مبادرات ومنتديات
* تعمل الجمعية بالشراكة مع منظمات وبرامج دولية مثل منتدى مكافحة سرطان عنق الرحم ومسيرة لنحيا الرياضية وغيرها، كيف ساعدت هذه الجهود على نشر الوعي في المنطقة؟
- يشكل نشر الوعي جوهر رسالة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ولذلك أطلقنا عدداً من مبادرات التوعية حول مرض السرطان على المستوى الإقليمي والدولي للتعرف إلى أفضل الممارسات في هذا المجال والعمل على تبنيها.
وتفتخر الجمعية بفريق عمل متكامل يتضمن المئات من المتطوعين في مختلف المجالات، كما تربطها علاقات شراكة مع نخبة من المنظمات الدولية والإقليمية بما في ذلك الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في جنيف، سويسرا، وجمعية السرطان الأمريكية والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، وقد أسهمت النشاطات التي تنظمها الجمعية في تعزيز مكانتها وفوزها بالعديد من الجوائز.
* كيف تكيفت الجمعية مع البيئة المتغيرة المرافقة لانتشار فيروس كورونا وما هي الممارسات التي ركزت عليها في هذا الإطار؟
- تزامن انتشار فيروس كورونا مع ختام فعاليات مسيرة فرسان القافلة الوردية العاشرة، التي عززت الوعي بمكافحة سرطان الثدي في جميع مناطق الدولة، مع الالتزام الكامل بأعلى معايير الصحة والسلامة العالمية في كافة مراحلها؛ حيث شملت المسيرة عدداً كبيراً من المتطوعين والفرسان والكوادر الطبية في مواقف ومواقع مختلفة، ما شكل ضغطاً على التخطيط وموارد الاستجابة. وعلى الرغم من هذه التحديات، استطاعت المسيرة في دورتها العاشرة أن تحقق نجاحاً كبيراً.
وعملنا على تعزيز جهودنا لتوفير معلومات موثوقة حول مخاطر الفيروس على المصابين وبشكل خاص على مرضى السرطان، وقدمنا تلك المعلومات لمؤسسات الرعاية الصحية وللمجتمع.
ولم تتوقف جهود الجمعية خلال انتشار الوباء وفترة الإغلاق العام؛ حيث أظهرت فرقنا تفانياً كبيراً لضمان تلبية احتياجات المرضى، وإطلاع أفراد المجتمع على أحدث التطورات المتعلقة بالأزمة، ولا تزال جهودنا مستمرة؛ حيث نالت الجمعية تقديراً عالمياً لمرونتها وقدرتها على التكيف وجهودها في إدارة الأزمات والقيادة، كما فازت للمرة الثالثة ب«الجوائز العالمية للحوكمة الرشيدة» العام الجاري عن فئتي «الخدمات المتميزة في القطاعين الاجتماعي والخيري» و«أفضل خدمات مجتمعية».
أرقام ومؤشرات ومبادرات
* هل لنا أن نتعرّف إلى أبرز مبادرات الجمعية والمزيد بشأن القافلة الوردية ومسيرة فرسانها السنوية وإنجازاتها؟
- تهدف القافلة الوردية إلى نشر الوعي حول سرطان الثدي والكشف المبكر والدوري عنه، إضافة إلى إنشاء سجل وطني للسرطان في دولة الإمارات، والذي تم تأسيسه في عام 2015، وتشرف القافلة الوردية على إدارة عيادة طبية متنقلة، تشمل وحدة تصوير الماموغرام، وأحدث الأجهزة الطبية المخصصة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم.
في كل عام تنظم القافلة مسيرة فرسانها السنوية التي تجوب مختلف مناطق الدولة لتقطع أكثر من 1950 كيلومتراً بمشاركة أكثر من 850 فارساً وفارسة و1000 متطوع، إضافة إلى 986 عيادة طبية قدمت فحوص الكشف المبكر عن سرطان الثدي ل75000 شخص، وشخّصت 80 إصابة بين السيدات وإصابة رجل واحد بسرطان الثدي؛ حيث جمعت النسخة العاشرة من مسيرة الفرسان، مشاركة أكبر عدد من المتطوعين والعاملين في المجال الطبي، وقدمت الفحوص الطبية المجانية ل11007 أشخاص في جميع أنحاء الدولة.
وعلى مدى الأعوام العشرة الماضية، نجحت المسيرة في تغيير تصور المجتمع حول سرطان الثدي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول تعرض المرأة فقط دون الرجل للإصابة بسرطان الثدي، ما أسهم في تعزيز الوعي لدى الرجال الذي أجروا فحوصاً وصلت إلى 13658 فحصاً، وسجلت مسيرة العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 2761 رجلاً ممن خضعوا للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
صندوق أميرة
* ما هو «صندوق أميرة» وكيف يستخدم لدعم مرضى السرطان بأنحاء العالم؟
- تأسس «صندوق أميرة» في عام 2016 تقديراً لجهود أميرة بن كرم، رحمها الله، ومسيرتها الخيرية والإنسانية؛ حيث يعنى الصندوق بجمع التبرعات لتوفير تكاليف علاج مرضى السرطان في جميع أنحاء العالم.
ويعمل الصندوق تحت مظلة «مؤسسة القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم.
زيادة ميزانية الجمعية بدعم من الشركاء
* كيف ساعد شركاء الجمعية ورعاة مبادراتها على تحقيق الأثر المستدام في حياة مرضى السرطان وعائلاتهم؟
- لم يكن من السهل أن تحقق الجمعية كل هذه الإنجازات في هذه الفترة الزمنية القصيرة دون دعم شركائنا والجهات الراعية من القطاعين العام والخاص ومؤسسات النفع العام، ونحن ممتنون لجميع من أسهم في دعم هذه القضية النبيلة والتخفيف من معاناة مرضى السرطان؛ إذ إن دعم الشركاء والرعاة من أبرز العوامل التي مكنت الجمعية من زيادة ميزانيتها السنوية لعام 2021 بنسبة 17% بهدف مساعدة المزيد من المرضى خلال العام الجاري، ونتوجه لهم بالشكر الجزيل على جهودهم المباركة.
