تنطلق غدا أعمال منتدى سلامة الطفل في مكز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات تحت شعار "نصون براءتهم" برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لمناقشة الممارسات المباشرة وغير المباشرة التي تصنف ضمن الإساءة لبراءة الأطفال وتفعيل دور المؤسسات والأهالي والجهات المختصة لترسيخ مكانة المجتمع الإماراتي الذي يمثل نموذجاً في الاستقرار والالتزام بالقيم وحماية الحقوق لجميع الفئات والأعمار.
وذكرت إدارة سلامة الطفل أن حماية الأطفال من الإساءة لبراءتهم في العالمين الواقعي والافتراضي أصبحت على رأس أولويات المنظمات والهيئات الرسمية والمجتمعية في العالم نظراً لتعدد أشكال الإساءة وأساليبها وتقلص الحدود بين ما هو صائب وما هو خاطئ نتيجةً لتغير أنماط الحياة وزيادة تواجد الأطفال علي منصات التواصل والعالم الرقمي بشكل عام أو نتيجةً لاستخدامها لتقديم الأطفال بصورة لا تليق ببراءتهم وحقوقهم وأخلاقيات المجتمعات وقد دفعت حساسية هذه القضية العالم لوضعها على أجندة أهداف التنمية المستدامة للعام 2030.
وأوضحت أن المجتمع الإماراتي يتمتع بسمات عظيمة تتمثل في قيمه وأخلاقه السامية الراسخة في تراثه وتاريخه وتتجسد في رعاية المجتمع والقيادة والمؤسسات لجميع فئاته ما يجعله من أكثر المجتمعات أمناً على مستوى العالم والعمل على ترسيخ حصانة المجتمع ضد أي سلبيات محتملة، يعتبر أولويةً لكل إماراتي ومقيم.
وأشارت الإدارة إلى أن إحصائيات منظمة اليونيسف تشير إلى أن 12.7 بالمائة من أطفال العالم يتعرضون للاعتداءات الجنسية قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة وأن واحدة من بين 20 فتاة ما بين 15 و 19 سنة أي نحو 13 مليون فتاة تتعرض للاستغلال والإساءة لبراءتها بطرق مختلفة ..موضحة أن هناك واجباً من قبل كافة الإدارات والمؤسسات والمنظمات المهتمة بسلامة الطفل ونشأته السليمة لتسليط الضوء على هذه المعضلة الدولية وإيجاد حلول فاعلة لها وأن العمل من أجل سلامة الأطفال يتجاوز الحدود والثقافات والأعراق لأنه عمل من أجل صيانة مستقبل الإنسانية المشترك.
وأكدت إدارة سلامة الطفل أن منتدى سلامة الطفل المقبل سيركز بشكل أساسي على تكامل الأدوار المجتمعية والمؤسساتية في ترسيخ ما نتمتع به من أمن وحماية عالية للأطفال وسيبدأ من دور الأسرة التي يقع على عاتقها الرعاية الدائمة والمتابعة الحثيثة لممارسات الأطفال اليومية وتوعيتهم بكل ما قد يمس ببراءتهم إلى جانب تسهيل التواصل معهم واستحداث أساليب ووسائل تناسب وعي الصغار وخصوصيتهم لتشجيعهم على الحديث الصريح والشفاف وإبلاغ الأهالي بكل ما يحصل معهم مع التركيز بشكل خاص على الأهالي الذين يسافرون خارج البلاد ويندمجون في ثقافات وطباع وقيم متباينة ومختلفة.
ولفتت إلى أن دور الأسر لا يكتمل إلا بتعاون المؤسسات المجتمعية والأكاديمية على رعاية الأطفال وفتح قنوات حوار معهم ومع أهاليهم للوقوف السريع أمام أي انتهاكات سواء كانت قد حصلت أو هناك احتمال لحصولها ..منوهةً بأن المعايير الاجتماعية العالية القائمة على الأخلاق النبيلة والقيم السامية تسهل مهمة حماية الأطفال وتشكل حصناً منيعاً لبراءتهم ونشأتهم السليمة.