يعد مسجد الشارقة - الذي صمم وبني وفقا لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الإيمانية والجمالية المستندة إلى نمط البناء المعماري الإسلامي - رمزا يجسد رسالة الإسلام ومنارة للعمارة الإسلامية والمنهجية التي تعكس القيم الإسلامية الأصيلة.
ويتميز المسجد بموقعه الإستراتيجي المميز، حيث يقع على أهم الطرق في الإمارة والدولة، ويتمركز في منطقة الطي على تقاطع طريق مليحة مع شارع الإمارات ويتمتع بعدد 6 مداخل رئيسة تأخذ قاصديه من الطرق العامة إلى داخل المسجد، منها 4 مداخل عامة، ومدخلان للنساء، ومدخل لكبار الشخصيات، ومدخل للحافلات .
ويخدم مسجد الشارقة العديد من المناطق المجاورة منها: الطي والسيوح والبديع وحوشي وجويزع، بالإضافة إلى جميع عابري الطرق الرئيسة في الدولة على طريقي الإمارات ومليحة اللذين يربطان عدد من الإمارات.
كما يتميز مسجد الشارقة التي بدأت أعمال البناء فيه في عام 2014م واستغرق العمل فيه 5 سنوات، بالتصميم المعماري الإسلامي والذي يميز مباني الإمارة، حيث روعي فيه الإبداع والعمران بطريقة تشير إلى الاهتمام بالثقافة والمعمار المميز لمساجد الإمارة، ليضاف إلى الصروح المعرفية والعلمية والإسلامية والثقافية العديدة في الشارقة.
ويعتبر المسجد - التي بلغت تكلفة إنشائه 300 مليون درهم - أيقونة في الفن الإسلامي الحديث من حيث ما اشتمله من فنون النحت والأعمال الخشبية واستخدام الرسم بالخط العربي في تكوين لوحات تشكيلية إبداعية، إضافة إلى التصميم الإبداعي الأساسي للمسجد والذي يحتوي على عدد 81 قبة ومنارتين بارتفاع 75 مترا، فيما بلغ ارتفاع القبة الرئيسية 45 مترا بقطر بلغ 27 مترا، ما جعله تحفة معمارية فريدة من نوعها ومقصدا هاما للسياحة الثقافية بالدولة.
وروعي في تصميم المسجد استخدام أحدث تجهيزات الأمن والسلامة من خلال أحدث الأنظمة، وتتوفر به عدد من الخدمات والمرافق المتكاملة ويضم منطقتين مخصصتين للوضوء بهما 352 ميضأة، إلى جانب عدد 2 مواضئ خارجية بالإضافة إلى إحتوائه على 8 مصاعد كهربائية لخدمة المصلين والزوار ويضم المسجد سكنا مخصصا لإمام المسجد وآخر للمؤذن.
ويقع مسجد الشارقة على مساحة إجمالية تصل إلى نحو 2 مليون قدم مربع مع الحدائق الخارجية له، ويتسع لأكثر من 25 ألفا و500 مصل، موزعين على عدد من المساحات المخصصة داخل المسجد وفي طوابقه العليا، حيث يستوعب المسجد أكثر من 5 آلاف مصل في الداخل الرئيس، منهن 610 للنساء في جناحهن المخصص للصلاة، وفي الرواق الأمامي والأروقة الجانبية ويستقبل المسجد أكثر من 6 آلاف مصل، إلى جانب الساحة المفتوحة والتي تستقبل الجزء الأكبر من المصلين بأكثر من 13 ألفا و500 مصل.
وتتسع المساحات المخصصة لمواقف السيارات والحافلات لنحو 2260 سيارة وحافلة، في أكثر من موقع في محيط المسجد، منها 300 موقف داخل مبنى المسجد، و1400 موقف خارج مبنى المسجد، و60 موقفا للحافلات، إلى جانب 500 موقف خارج سور المسجد.
كما تم تخصيص 100 كرسي متحرك لخدمة المرضى وكبار السن، موزعة على المساحات الخارجية في المسجد، بالإضافة إلى 16 مظلة كبيرة في مساحات المواقف الخارجية للزوار كما تتوزع 6 مواقع لماء السبيل في منطقة المواقف الخارجية.
وانطلاقا من تعزيز أهمية السياحة الثقافية والإسلامية، تم تجهيز المسجد ليستقبل الزوار من غير المسلمين ومحبي المعرفة من مختلف أنحاء العالم، حيث يحتوي المسجد على مساحات ومسارات لغير المسلمين ومتحف ومحل للهدايا وكافيتريا وساحات مفتوحة للزوار وممشى مطاطي خارجي حول سور المسجد، وحديقة إسلامية تحتوي على عدد من النوافير والشلالات.
ويضم المسجد قاعة للمقتنيات تضم عددا من المصاحف من العصور الإسلامية المختلفة ومسكوكات أصدرت خصيصا بمناسبة افتتاح المسجد بالإضافة إلى عدد من نماذج الزخارف المستخدمة في تصميم المسجد ويضم قاعة للعرض، يتم من خلالها عرض هولوجرامي لمرافق ومحتويات المسجد، ومجسم ثلاثي الأبعاد للمسجد بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي حول مراحل بناء المسجد. كما يضم المسجد مكتبة ضخمة تحتوي على أمهات الكتب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، والسنة النبوية الشريفة.