أعلنت اللجنة العليا المنظمة للنسخة الحادية والعشرين من مهرجان صير بو نعير، الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، برئاسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، عن انطلاقة فعاليات المهرجان، اليوم الأربعاء، والذي يستمر حتى 4 يونيو الجاري، ويتضمن على مدار أيامه الثلاثة أنشطة وفعاليات وبرامج حيوية وجاذبة مليئة بالتوعية والمعرفة والترفيه، ويستهدفشرائح المجتمع كافة، في ظل التزام تام بالإجراءات الاحترازية لسلامة الجميع، ويؤكد المهرجان على أهمية إبراز القيمة والمكانة البيئة والسياحية والحضارية لمحمية صير بو نعير، وترسيخ علاقة الأجيالالمتعاقبة ببيئتهم وتراثهم.
تعزيز ممارسات حماية البيئة
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام:" لقد رسخ المهرجان عبر مسيرته طوال السنوات الماضية، مكانة جزيرة صير بو نعير التي أدرجت على قائمة اليونسكو التمهيدية للتراثالعالمي عام 2012، تقديراً لأهميتها البيئية والثقافية كأول موقع طبيعي في دولة الإمارات العربيةالمتحدة، ونجح في تعزيز ممارسات حماية البيئة والحفاظ على التنوع الحيوي وعمل على جذب أعدادكبير من محبي السياحة التراثية والبيئية من داخل دولة الإمارات وخارجها".
وأضاف: لمهرجان صير بو نعير مكانة مميزة، وأهداف عديدة، نعمل على ترجمتها وتحقيقها منذ النسخة الأولى استناداً إلى رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومن بين تلك الأهداف يمكن الإشارة إلى صون الموروث الحضاريوالبيئي والحفاظ على الحقوق البيئية للأجيال القادمة، وإبراز الأهمية البيئية والسياحية والحضاريةلمحمية جزيرة صير بو نعير، والترويج لأهمية الجزيرة السياحية والترفيهية وأنشطة السياحة البيئية،وتوعية رواد الجزيرة بأهمية وضرورة الالتزام بالأنظمة القانونية الخاصة بالحفاظ على النظم البيئية فيالجزيرة، وتحفيز رواد الجزيرة للمساهمة في تفعيل الأنشطة لصون تنوعها البيولوجي، وهو بطبيعته ومضمونه يؤكد على أهمية إبراز القيمة والمكانة البيئية والسياحية والحضارية لمحمية صير بو نعير".
جهود جبارة لكافة الشركاء الاستراتيجيين
وأعرب عن شكره وتقديره لدور و جهود هيئة البيئة والمحميات الطبيعية وكافة الشركاء الاستراتيجيين (المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، القيادة العامة لشرطة الشارقة، هيئة الإنماء التجاري والسياحي، مجموعة الإمارات للبيئة، نادي الشارقة الدولي للرياضيات البحرية، معهد الشارقة للتراث)، الذين يعملون بكفاءة واقتدار من أجل تحقيق أعلى مستويات ودرجات النجاح، والإضافة عليه في كل عام، خصوصاً أن النجاح لا يكتمل من دون دورهم وحضورهم الفاعل، فمثل هذا المهرجان يتطلب تضافر الجهود الكافة من قبل الجميع، وهو ما يتجلى في كل محطة وخطوة للمهرجان، فكل الشكر والتقدير لهم جميعاً.
حزمة قيمة من الأنشطة والبرامج التراثية
ومن جانبها، قالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية:" تتنوع فعاليات المهرجان في نسخته الحادية والعشرين، لتشمل حزمة من الأنشطة والبرامج التراثية، بهدف إبراز روح المكان وجمالية الطبيعة المرتبطة بتراث جزيرة صير بو نعير، خصوصاً أنها منطقة بيئية تتمتع بالتنوع والثروات الطبيعية، بالإضافة إلى ما تحظى به من قيم جمالية، وهي واحدة من أهم المحميات البحرية،نظراً لما تحويه من عناصر بيئية، وموقع تعشيش السلاحف البحرية في منطقة الخليج".
و أوضحت سعادة هنا سيف السويدي :"نحرص على تنظيم وتنفيذ فعاليات عديدة ومتنوعة في جزيرةصير بو نعير، وفي مقدمتها هذا المهرجان السنوي، بما يسهم في تسليط الضوء على مكانتها وأهميتهاالبيئية والسياحية والترفيهية والتوعوية، بالإضافة إلى تعريف المجتمع المحلي بمختلف فئاته وأفرادهبالجزيرة والمحمية. كما نعمل وفق أجندة الهيئة على المساهمة في تقوية ثقافة الجيل الناشئ فيما يخصالاستدامة، والتعريف بأهمية جزيرة صير بو نعير محلياً وعالمياً، وتوعية الجيل الناشئ حول الآثارالسلبية على صحة الإنسان والبيئة البحرية جراء إلقاء المخلفات، ونشر التوعية حول التحديات البيئية،واستغلال العطلات الرسمية في تنفيذ برامج هادفة لصرف شي من طاقة الشباب فيما ينفعهم وللترويحوالاستجمام".
ولفتت إلى دور وجهود الهيئة في جزيرة صير بو نعير، في مختلف الجوانب بما فيها الجانبين السياحيوالبيئي، في ظل سعي الهيئة إلى توفير نظام أكثر شمولية لحماية البيئة في الجزيرة التي تتميزبنظامها البيئي الغني والتنوع البيولوجي.
إجراءات احترازية قبل وأثناء المهرجان
حرصت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان على الالتزام التام بكافة الإجراءات الاحترازية المرتبطة بالتصدي لجائحة كورونا قبل وأثناء المهرجان، وقد تضمنت الإجراءات قبل المهرجان تقليل نسبة المنظمين من اللجان بنسبة 50-60%، تقليل نسبة المشاركين والمتسابقين وفقاً للطاقة الاستيعابية لموقع المهرجان، ليكون بنسبة 50%، توزيع المعقمات والكمامات على جميع الغرف، إرسال القائمة المعتمدة بالمنظمين والمشاركين قبل موعد المهرجان بأسبوعين. أما أثناء المهرجان، فتشمل الالتزام بالتباعد الجسدي، ارتداء الكمامات وتوزيع مواد التعقيم على السكن وموقع المهرجان، توزيع الوجبات على الغرف منعاً للتجمعات، و من شروط صلاة الجمعة أن تكون الصلاة على المراكب، تعقيم السكن بشكل مستمر، و تحديد عيادة للطوارئ.
جزيرة صير بو نعير
إلى ذلك، جزيرة صير بو نعير هي جزيرة إماراتية تابعة لإمارة الشارقة، و تتميز الجزيرة بشواطئهاالرملية وصفاء مياهها، وغنى محيطها بالحياة المرجانية والسمكية، وقد تم إعلان جزيرة صير بو نعيرمحمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم (25) الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بنمحمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بشأن إنشاء محمية طبيعية في جزيرة صير بونعير، وتقع على مسافة 60 ميلاً شمال غرب مدينة الشارقة، وتبلغ مساحتها نحو 13 كيلو متر مربع. وتمتاز الجزيرة بأنها ذات أهمية دولية؛ حيث تم إدراج اسم المحمية في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة(رامسار)، وذلك للحفاظ على مكوناتها البيئية الزاخرة بالتنوع الحيوي، كما تم إدراجها في قائمةيونيسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي، وقبولها في مذكرة تفاهم حول حماية وادارة السلاحف البحريةوموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا.
وتسعى هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، باعتبارها السلطة البيئية المختصة في الإمارة، إلى حماية البيئة والمحميات الطبيعية والحياة الفطرية وتنوعها الحيوي من خلال إجراء الدراسات والأبحاث العلمية و وضع الأسس القانونية و الإدارية الخاصة بمراقبة التلوث، بالإضافة إلى وضع السياسات المناسبة للتوعية والتثقيف البيئي من خلال نشر الإصدارات التوعوية التثقيفية، وتنفيذ البرامج وإطلاق الحملات المختصة في مجال التوعية والتثقيف البيئي، ودعم مبدأ التنمية المستدامة للحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية بالإضافة إلى سعيها لتكون المصدر والمرجع الأساسي في إمارة الشارقة للمعلومات البيئية و الحياة الفطرية.