استضافت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في جلسة حملت عنوان "الإستشراق وجديده" عقدت أمس في مركز أكسبو الشارقة كلاً من الأكاديمي ووزير العمل السعودي السابق الدكتور علي النملة وفيتالي ناومكين مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو.
واستهل الدكتور علي النملة الجلسة بمداخلة حول مفهوم "الإستشراق الجديد" وتأصيلاته المتعددة موضحاً أن الفكرة الإستشراقية باقية ولكن بأوجه عديدة متجددة لكن الإشكاليات التي تطرح نفسها بشكل ملح كقضية ضمن قضايا عديدة هو ذلك الصدام المتخيل في الذهنية الغربية.
وشرح الدكتور النملة هذه الإشكاليات وأثرها على التفاهم والتواصل المعاصر حيث يظهر الإعلام كوسيط أقل عمقاً في طرحه لكنه مؤثر ومؤجج وما لذلك من تداعيات ترسم صورة غير واقعية ودقيقة عن العرب والمسلمين مقدماً نماذج عديدة من المفكرين كدعاة للتأجيج.
من جانبه قدم فيتالي ناومكين لمحة تاريخية عن العلاقات الروسية العربية مبيناً أنها علاقة قديمة بدأت مع الرحالة المسيحيين إلى الديار المقدسة وبعد ذلك الفتوحات العربية في الاتجاه المعاكس ومن ثم قيام دولة الولغار بعد ذلك في داغستان والإهتمام الروسي المبكر بالعرب ومراسلات الأمراء القديمة حيث ولد تاريخ هذا التواصل إهتماماً بالثقافة العربية في عهد بطرس الأكبر في القرن الثامن عشر.
وأوضح فيتالي أن معهد الاستشراق الروسي يعد من أقدم المعاهد في العالم إذ يعود إلى أكثر من مئتي عام ويضم العديد من المخطوطات والمقتنيات النادرة مقدما شرحا حول ميزات مدرسة الإستشراق الروسي وإختلافها عن المدارس الغربية وهذا الإختلاف يجعل من هذه المدرسة محاولة لفهم الذات والآخر ضمن سؤال متعلق بتعدد الهويات في النطاق الروسي المتعدد الثقافات والديانات.
ولفت إلى وجود جهود كبيرة للتقارب مع العالم العربي تعززه يوما بعد يوم لقاءات التشاور ومشاريع العمل الثقافي المشتركة مثل طباعة إصدارات نادرة أنجزها باحثون روس درسوا اللغة السقطرية والتي تعد واحدة من أقدم اللغات اليمنية وستتم طباعة مجلدات لهذا المشروع في مطبعة هولندية بدعم إماراتي.