ينظم الأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة في إطار فعالياته ونشاطاته المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب2021- سلسلة من المحاضرات الوطنية والثقافية ذات العلاقة باختصاصه في جمع ذاكرة الوطن وحفظها وإتاحتها.
فقد قدم الأرشيف الوطني إلى جانب المحاضرات التثقيفية عدداً كبيراً من الورش القرائية الوطنية ضمن برامجه التعليمية للطلبة، ويواصل على مدار أيام المعرض ورشه القرائية في الكتب التالية: زايد من التحدي إلى الاتحاد، وخليفة رحلة إلى المستقبل، وقصر الحصن، وزايد طفولة ملهمة، والكتيب التعليمي /وطني الإمارات/ ..إلى جانب عدد من الجولات الافتراضية في رحاب الأرشيف الوطني ومرافقه التي تهمّ جمهور الباحثين من طلبة وغيرهم.
وقدم الأرشيف الوطني هذه المحاضرات والورش القرائية افتراضياً بواسطة التقنيات التفاعلية حرصاً على تطبيق التدابير الوقائية والصحية.
وبدأ الأرشيف الوطني محاضراته التثقيفية بمحاضرة "مقاربات في آليات ترجمة الأفلام وصعوبات الدبلجة" قدمها البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف الوطني.
وأكدت المحاضرة أن الترجمة السمعية والبصرية قديمة قدم صناعة السينما نفسها، إلا أن الحاجة إلى ترجمة الأفلام قد زادت بشكل كبير في القرن الحادي والعشرين.
وأشارت المحاضرة إلى أن الترجمة السمعية والبصرية هي فرع مميز من دراسات الترجمة وقد ظل فترة طويلة تخصصًا نخبوياً يشتمل على ترجمة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والعروض المسموعة والمرئية والمواد السمعية البصرية الأخرى.
وعددت المحاضرة طرق ترجمة المواد السمعية والبصرية؛ كالترجمة المرئية أو ترجمة الشاشة، والدبلجة والتعليق الصوتي، والسرد والترجمة الفورية، وأشارت إلى أن طرائق ترجمة الأفلام تختلف من بلد للآخر حيث تتأثر الترجمة بعدد من العوامل مثل الظروف التاريخية والسياسية، والتقاليد والتقنية التي اعتاد عليها الجمهور والتكلفة، وكذلك التوجهات الدينية والثقافية في بلد المصدر وفي البلد المستهدف.
وأوضحت المحاضرة عيوب ومميزات الترجمة المرئية والدبلجة وفق المعايير العلمية، وتناولت الاختلاف بين الترجمة السمعية البصرية ومجالات الترجمة الأخرى، وقدمت بعض النصائح المهنية المهمة للمترجمين العاملين في قطاع الترجمة السمعية والبصرية؛ كأن يهتم المترجمون بمتوسط سرعة القراءة للمشاهدين وأن يترجموا أكبر قدر من الحوار مع عدم تشتيت انتباه المشاهد، وأكدت المحاضرة أهمية الالتزام في الدبلجة بأن تكون حركة الشفاة متزامنة مع الكلام، ونوهت إلى أنه ينبغي ألا يحافظ الخطاب المترجم على المعنى فحسب بل يجب أن يكون له نفس طول الخطاب الأصلي أيضاً.
وقد رصدت المحاضرة من منظور تاريخي تطور آليات الترجمة المرئية والبصرية منذ عهد السينما الصامتة وحتى الوقت الراهن.
واستطلعت تطور صناعة الترجمة المرئية والسمعية، ومعوقات الترجمة الصوتية والمرئية، وتحديات الدبلجة وترجمة ألعاب الفيديو، وغيرها من أنواع الترجمة المتعددة.