اتساع رقعة الوجهات الترفيهية والتطور المستمر في تنمية آليات الجذب إليها وتحديثها، لن تغني الناس يوماً عن اتخاذ الشواطئ مقصداً لهم، خاصة في أشهر الصيف الحارة، إذ تعد الشواطئ متنفس الجميع بمختلف أعمارهم ومستوياتهم، إما بالاسترخاء عليها، أو ممارسة السباحة، أو الاستمتاع بقيادة الدراجات المائية في الأماكن المخصصة لها، واللهو في أجواء من المرح، لتظل بذلك الواجهة الصيفية الأكثر طلباً وجذباً.
وعلى الرغم من أفضليتها واقتران سماع كلمة الشواطئ بدخول الصيف، فإن التعرض للحوادث خلال الوجود بها خطر عواقبه جسيمة، قد تصل في بعض الأحيان إلى ضياع الأرواح، ما يجعل منها أماكن ترفيهية لا تكتمل أركان المرح فيها، دون اشتراطات وإجراءات وقائية، تضمن سلامة مرتادي الشواطئ، تفادياً للحوادث غير المتوقعة.
ومع استعداد الناس لفصل الصيف، بحثت «الخليج» مع الجهات الرقابية في إمارة الشارقة، الإجراءات والاشتراطات الموضوعة لضمان الاستمتاع بأوقات مرحة على الشواطئ في بيئة ترفيهية آمنة ومستقرة.
يقول خالد السويدي، مساعد المدير العام لبلدية مدينة الشارقة، لقطاع خدمة المتعاملين «تحرص البلدية على تعزيز دورها الرقابي والتوعوي باستمرار على شواطئ مدينة الشارقة، ورفع معايير الأمان والسلامة لروادها، بتوفير شركة إنقاذ متخصصة رائدة في مجالها، لمتابعة نشاط السباحة في المناطق المخصصة، ومنعها في المناطق التي تشكل خطورة، كالتي تشهد تيارات مائية.
شواطئ المدينة تشهد إقبالاً، خصوصاً مع بداية الصيف وهو ما تأخذه البلدية في الحسبان دائماً لأداء الدور الرقابي والتوعوي، حيث توعّي فرق التفتيش بضرورة السباحة في المناطق المخصصة لها وبالأوقات المناسبة، والتي حدّدت من شروق الشمس حتى غروبها، ووضع لوحات إرشادية وتوعوية، توضح الاشتراطات بلغات عدة.
وأضاف.. بفضل الخطط السنوية التي تشمل الحملات التوعوية والحضور في المواقع ومتابعتها، وتوفير المنقذين، بحسب احتياجات الشواطئ، مع مراعاة أيام العطل الرسمية والمناسبات بزيادة عدد المنقذين، لم تسجل أية حالة غرق في المناطق المخصصة للسباحة منذ بداية العام الجاري، حيث بلغ العدد الإجمالي لفريق الإنقاذ 58 منقذاً، وزّعوا بحسب احتياجات العمل، يوجدون في الأوقات التي يسمح بها في السباحة، لتنفيذ التعليمات والتحذيرات الصادرة من المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، لتوفير معايير السلامة والأمان لمرتادي الشواطئ، والعمل على توفير البيئة المناسبة لهم، وتطبيق التعليمات وتوعية الجميع بها، مع توفير 17 منصة إنقاذ على الشواطئ وفق أفضل المواصفات، ويجري العمل حالياً على تركيب 8 منصات أخرى. كما وفرت للمنقذين الأدوات والمعدات اللازمة كافة، لممارسة عملهم بكل سهولة، والتعامل الفوري مع أية حالات طارئة أو أية إصابات قد تحدث على الشاطئ.
دوريات الدراجات
ومواكبةً لاتساع شاطئ كورنيش الشارقة، وما شهده من تطوير ورفع كفاءة يقول عادل عمر، مدير إدارة الرقابة والتفتيش البلدي.. «أطلقت المرحلة الأولى من دوريات الدراجات الكهربائية، ودوريات الدراجات ذات الدفع الرباعي، لتباشر مهامها على كورنيش الشارقة الجديد، وعلى شواطئ مدينة الشارقة الأخرى، بعد تجهيزها بكل وسائل الوقاية والسلامة، وتخصيص مفتشين مؤهلين لقيادة هذه الدراجات، ولديهم دورات في تقديم الإسعافات الأولية للتعامل مع أية حالات طارئة، وسرعة الاستجابة لها، كما زوّدوا باللباس اللازم والمعدات التي تسهل أداء مهامهم على أكمل وجه، لتعزيز مستويات السلامة للجميع».
اشتراطات السلامة
وعن دور قسم مظهر المدينة المعني بمراقبة المدينة، يقول جمال المازمي، رئيس قسم مراقبة نظافة المدينة.. «في هذه الأوقات من الصيف ولما يشهده من ارتفاع درجات الحرارة، تقبل فئة كبيرة من الجمهور على ممارسة رياضة الدراجات المائية، وللبلدية هنا دور توعوي ورقابي، بالالتزام بالاشتراطات الوقائية التي تضعها، كقيادة الدراجات المائية بالصورة الصحيحة، والالتزام بالسباحة في الأماكن المخصصة، وتجنب الأماكن المحظورة فيها لوجود التيارات البحرية. وحدّدت هذه المناطق بوضع لوحات إرشادية بوجود تيارات بحرية، فضلاً عن مراقبة مستخدمي الرياضة للتقييد باشتراطات السلامة وارتداء سترة النجاة، ومراقبة محال التأجير من التزامهم بالاشتراطات الوقائية للحدّ من انتشار الوباء، من التعقيم الدائم للدراجات قبل الاستخدام وبعده.
الدراجات المائية
أما عن اشتراطات تجديد وترخيص الدراجات المائية، فيقول محمد الكمالي، عضو مجلس إدارة نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية.. إجراءات ترخيص الدراجات المائية تشترط وجود الملكية، أو الشهادة الأصلية من المصنع، والتأمين ساري المفعول، وشهادة اجتياز الفحص الفني، وكلها لضمان سلامة قائدي الدراجات المائية، وسلامة مرتادي الشواطئ،.
تحذيرات السباحة
وفي ما يخص مدينة كلباء حيث الشواطئ ذات الرمال الذهبية يقول جاسم الشحي، مدير خدمة المتعاملين في البلدية.. «تضع البلدية إجراءات واشتراطات منظمة لعمليات السباحة وركوب الدراجات المائية بمعايير سلامة تضمن لمرتادي الشواطئ، الاستمتاع بأجواء آمنة، وهو أحد الأدوار الرقابية للبلدية، وتأتي تلك الإجراءات لتقليل حوادث الغرق التي يشهدها الشاطئ كل عام».
مشروع 1000 متر
يقول المقدم د. وليد اليماحي، رئيس مركز شرطة كلباء الشامل «حفاظ المركز على سلامة مرتادي الشواطئ خلال الصيف، استكمال لتوجيهات الحكومة الرشيدة في توفير سبل الأمن والسلامة في المنطقة الشرقية، خصوصاً في المناطق الشاطئية، إذ يعمل المركز بالتعاون مع شريكه الاستراتيجي بلدية كلباء وبالتعاقد مع الشركة المتخصصة في الإنقاذ البحري، بمشروع يهدف إلى توفير أعلى معايير الأمن والسلامة، بحيث تشمل أولى مراحله تخصيص 1000 متر للمنقذين، إلى جانب جهود الشرطة بتخصيص عدد من الدوريات الراجلة والتحركة على شواطئ الكورنيش، وإطلاقها للحملات وستكون متوازية مع إطلاق المرحلة الأولى من مشروع المنقذين في مدينة كلباء، وكل هذه الجهود تصب في تعزيز جودة الحياة في المجتمع، وحفاظاً على الأرواح، بدعم أولياء الأمور، والأسر».