أطلق مجلس الشارقة للتعليم في سياقات اهتمامه وعنايته بالطفولة المبكرة، مبادرته النوعية التي حملت عنوان «إطار الشارقة للطفولة المبكرة للعام الدراسي 2021-2022» لتتقاطر وتضاف إلى مختلف العناوين والتجليات والمؤشرات التي تؤكد مكانة الطفولة في الإمارة.
ريشيل تكريتي: نقلة مهنية وتعليمية أكاديمية
الدكتورة ريشيل أليسون تكريتي، رئيسة قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الإمارات، أشارت إلى أن الإطار يعد نقلة مهنية وتعليمية أكاديمية من شأنها أن توحد وتحسن المعرفة العامة وسهولة الحصول على المعلومات المتعلقة بجودة خدمات الرعاية والتعلم للأطفال ومتابعة تطور أدائهم التعليمي وفقاً للمعايير النمائية لكل فئة عمرية. كما سيهدف الإطار الذي بُني على خبرات عديدة ومقارنات مرجعية عالمية إلى ضمان وجود بيئات آمنة لنمو وتطور الأطفال في المجالات النمائية المحددة وتفعيل دور الأسرة والمجتمع في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأوضحت أن الإطار يعد من المبادرات الناجحة كونه يرتكز على القوانين والقرارات المرجعية ويطلع على أفضل الممارسات التربوية، إلى جانب الزيارات الميدانية والمؤتمرات المحلية والعالمية والدراسات والبحوث ويشمل مجالات أساسية هي القيادة والإدارة وتنظيم الكادر والبرنامج التعليمي والبيئة المادية والصحة والسلامة والشراكة مع الأسر.
مع تتبع الإطار الذي يضاف إلى الكثير من الأعمال والمبادرات والمشاريع التي تم العمل على بنائها من أجل الطفولة في إمارة الشارقة فهي صديقة للطفل وصاحبة اليد الطولى في عالم الطفولة ومستقبل أجمل للأطفال في ظل دعم بلا حدود ورعاية دقيقة ومتابعة متواصلة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
ويترجم الإطار الحديث، توجهات حاكم الشارقة وقرينته، لإيصال الإمارة إلى المكانة الأرقى عالمياً في عالم الطفولة ويكاد المتابع يقول بكل وضوح إن جهود سمو حاكم الشارقة وقرينته حاضرة في كل بقعة على هذه البسيطة من أجل الأطفال ليمضي مجلس الشارقة للتعليم في تعزيز هذا المشهد والاهتمام بمكانة الطفل.
وعليه، فإن إطار الشارقة للطفولة المبكرة يعمل على توحيد متطلبات الجودة في دور الحضانات الحكومية بالإضافة إلى توحيد معايير التعلم والسلوك النموذجي ( نواتج التعلم) المطلوب من الطفل على مستوى الحضانة بجانب ضمان نوعية البرامج والخدمات المقدمة للأطفال في هذه المرحلة والالتزام بمعايير تنظم وتضبط جودة هذه البرامج وصولاً إلى تحديد الممارسات في ضوء معايير الجودة الشاملة.
ويعزز الإطار سعي مجلس الشارقة للتعليم لتحقيق النمو الشامل والمتكامل للنشء وتوفير بيئة تعليمية معززة لمجتمع الحضانات وبناء شراكة فعالة مع ولي الأمر.
مكانة مرموقة
يقول الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، إن اهتمام المجلس بالطفل يتلخص في مقولة صاحب السمو حاكم الشارقة: «مشروع الحضانات الحكومية في إمارة الشارقة يحمل دوراً رائداً ومسؤولية كبيرة تنطلق من الحرص على تنشئة وتربية الطفل أفضل تنشئة من خلال مساعدة الأم في العناية بالطفل وإكسابه المهارات اللازمة وغرس القيم النبيلة»، وأضاف أن جهود إمارة الشارقة لم تتوقف منذ تأسيس الدولة إلى اليوم على استحداث المؤسسات والمبادرات والبرامج الرامية لحماية الأطفال ودمجهم في مسيرة التنمية وتفعيل مشاركتهم في مجمل القضايا المتعلقة بهم سواء على المستوى التعليمي أو الصحي أو الإبداعي.
وأشار إلى أن المجلس يعتبر الطفل رهان المستقبل، ودعا إلى الارتقاء بالأطفال واستثمار طاقاتهم وقدراتهم ليكونوا في المستقبل شركاء بناء الوطن، لتحقق الشارقة مكانة مرموقة من خلال هذا الإطار الذي يعد من أحدث البرامج التي يتجلى دورها في مأسسة الجهود الهادفة إلى رعاية الأطفال والاهتمام بنموهم الصحي والفكري والنفسي والإبداعي ما يسهم في توحيد الرؤى والاستراتيجيات، لتكون الشارقة رائدة المبادرات والبرامج التربوية والثقافية والفنية الموجهة للأطفال خلال انتسابهم للحضانات.
شخصية الطفل
وقالت الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، إن دور الهيئة في هذا الإطار يتمثل في توفير الدعم والمساندة لتحقيق المعايير التي يحتويها الإطار والسعي على تعميم هذا الإطار الرائد على دور الحضانات الخاصة لكي يكون لها مرجعية تستند إليها في أعمالها اليومية بما يضمن بناء شخصية الطفل وتحديد مستوياتها، والإطار سيكون عوناً ومرجعية لجميع الإجراءات التنظيمية والتعليمية لإعداد نشء واعٍ متسلح بالقيم والمعارف ملمٍّ بالمهارات الحياتية.
وأكدت أن هذا الإطار يأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاهتمام بالطفل ورعايته وتوفير أفضل بيئة له حتى القوانين والإجراءات والمتابعات كلها تصب في نفس الهدف من أجل طفولة أكثر جمالاً وبهاءً وحيوية ومستقبل أفضل لهم فلا مستقبل من دون الطفل وهذه الفكرة تتجلى في كل المواقف والأعمال والمشاريع والبرامج التي تقدمها الشارقة في ظل دعم بلا حدود من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، ليكون الإطار متوجهاً لتلك السياسات المعنية بها الحضانات في إمارة الشارقة.
التعاون بين الشركاء
بدورها ثمنت الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا، الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جهود مجلس الشارقة للتعليم وإصداره «إطار الشارقة للطفولة المبكرة» مؤكدة أنه يعزز من مكانة الطفولة في إمارة الشارقة نظراً لأسسه المنهجية العلمية والعملية وتنظيمه الذي يحقق الكثير من الأهداف.
وأشارت إلى أن الإطار يعمل على التنسيق بين كافة الجهات لوضع سياسة موحدة تنطلق فيها الحضانات الحكومية وغيرها، بالإضافة إلى أن الإطار سيعزز دور الشركاء في كيفية التعاون مع مشروع الشارقة صديقة للطفل ومشروع سلامة الطفل لافتة إلى أن الإطار يعمل وفق نسق على تبادل المعرفة بين كافة الجهات المعنية لخدمة الطفل وفق رؤى وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة ومتابعة قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد.
مستقبل الطفل
من جانبه أكد محمد أحمد الملا، الأمين العام لمجلس الشارقة للتعليم، أن الناظر لواقع الطفولة في الشارقة يستشعر حجم الاهتمام الكبير الذي توليه بالأجيال الجديدة ويلمس مدى حرص مجلس الشارقة للتعليم في ظل إيمانه بدوره في استمرار مسيرة التقدم الذي تحققه دولة الإمارات في شتى المجالات لاسيما مع الطفولة ووضعه في أطر معرفية قانونية.
وأشار يمكننا قراءة ذلك في التوجيهات المستمرة التي يطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتوفير كل ما من شأنه أن يسهم في تنمية مهارات الأطفال وتعزيز قدراتهم في شتى المجالات.
وأردف، لذا أصدر المجلس هذا الإطار والذي يقع فيه التركيز بالمعايير على أهداف مستقبلية لضمان اكتساب الطلبة المهارات المطلوبة عند إنهاء مرحلة الحضانة في الشارقة ولبناء مستقبلهم الأكاديمي بشكل ناجح.
وقال: يشمل إطار معايير الطفولة ثمانية مجالات تمثّلت بالتواصل واللغة والمهارات الحسية الحركية والتنمية الاجتماعية والنفسية الذاتية والقراءة والكتابة وتنمية التفكير الرياضي والوعي بالعالم الخارجي والفنون الجميلة والتعبيرية والوعي الوطني والأخلاقي والديني، كما وتمت مواءمة مجالات الإطار مع مهارات القرن الحادي والعشرين وتم تحديد مواضيع مختلفة لكل مجال. وقياساً على الموضوعات المطروحة طُوّرت معايير تتوافق مع عدد من المخرجات التعليمية المقترحة، كما ويشمل الإطار المفاهيمي مستويات الكفاءة للأطفال من عمر 26 إلى 50 شهراً لدعم نتائج التعلم وفقاً لمعايير التقييم.
وأضاف تم وضع ثلاثة مستويات من الكفاءة وهي العمل نحو المستوى المتوقع والعمل عند المستوى المتوقع والعمل فوق المستوى المتوقع وتحديد مستويات الكفاءة تمكّن التربويين من تحديد مستويات نمو الأطفال في كل فئة عمرية واستهداف نقاط القوة والضعف النسبية لكل طفل.
وأشار إلى أنه ستتوافر الموجهات التدريسية المصاحبة مع الأنشطة والألعاب التعليمية الثرّة لتوظيفها خلال الحصص التعليمية.
وأضاف بأنه ومن منطلق الحرص على الاستفادة من أكبر عدد من الأطفال لهذه الحضانات التي تعمل وفق منظومة متكاملة من البرامج التربوية والتعليمية التي تشرف عليها أيدٍ أمينة من الكوادر المواطنة أطلق حاكم الشارقة مبادرة إنشاء 66 حضانة جديدة حفاظاً على الأطفال الذين تضطر أمهاتهم لتركهم عند العمالة المنزلية.
مهارات القرن 21
بدورها أشارت الدكتورة نجوى محمد الحوسني عميد كلية التربية بالإنابة بجامعة الإمارات إلى أن مرتكزات بناء إطار الطفولة استند في ضوء تلك الشراكة مع مجلس الشارقة للتعليم إلى إعداد إطار متكامل يشمل مرحلة الطفولة المبكرة، وينسجم مع الإطار العام للمعايير الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعمل على إرساء قواعد تصميم مناهج تربوية متطورة تلبي احتياجات الطفل ورغباته، وتنسجم مع التطورات المعرفية ومهارات القرن ال 21 وثقافة المجتمع الإماراتي الذي يحرص على تعزيز قيم الانتماء والحفاظ على الهوية الوطنية مع اعتماد أحدث النظريات والتوجهات التربوية العالمية المتعلقة برعاية الطفل.
وقالت: نحن معنيون بالعمل على إيجاد بيئة آمنة تهدف إلى الارتقاء بالأطفال من خلال تعزيز قدرات العاملين في مجال الطفولة وتمكينهم من التعامل المثالي مع الأطفال ومن خلال فهم آليات توعية وتأهيل الأطفال للمستقبل. وقد جاء هذا العمل لإبراز دور الأكاديميين المهم في مثل هذه المشاريع الاستراتيجية ولتعزيز الشراكة المثمرة بين كلية التربية بجامعة الإمارات ومجلس الشارقة للتعليم.
جودة الخدمات
وأشارت مريم جابر الشامسي، مديرة إدارة الطفولة المبكرة في مجلس الشارقة للتعليم إلى أن الشارقة تحتل مكانة مهمة ومميزة في عالم الطفولة؛ فقد حققت عبر مسيرة حافلة العديد من الإنجازات لمصلحة الطفل في كل المجالات والنواحي التربوية والتعليمية والمعرفية والترفيهية والرياضية والاجتماعية وغيرها، وعليه تؤكد الشارقة بكل ثقة أهمية الإطار نظراً لما يتضمنه قسمه التنظيمي من جملة من الأهداف العامة تمثلت في توحيد معايير تعليم الأطفال وتنميتهم وإكسابهم المهارات الملائمة لأعمارهم ورعايتهم منذ الولادة وحتى سن 52 شهراً وتهيئة الكادر الإداري والتعليمي بما يضمن تعليماً نوعياً ورعاية صحية ورفاهية تحقق المتعة والبهجة للأطفال، ما يحقق التكاملية المنشودة في رعاية الأطفال وإعدادهم في سن مبكرة للحياة العملية، من خلال برامج نوعية تضمن جودة الخدمات المقدمة للأطفال في هذه المرحلة.
وتابعت الشامسي أن هذا الإطار بقسمه التنظيمي حدد المسؤوليات والممارسات في ضوء معايير الجودة الشاملة التي تسهم في تحقيق الجودة في الخدمات والبرامج التي تُقَدَّمُ للأطفال، أضف إلى ذلك فإن هذا الإطار يهدف إلى توحيد متطلبات الجودة في دور الحضانات الحكومية وتوحيد معايير التعلم والسلوك النموذجي المطلوب من الطفل على مستوى الحضانة.
وعلقت قائلة: في القسم التعليمي التزم إطار الشارقة للطفولة المبكرة بأعلى معايير الجودة في التعليم والاحتياجات التعليمية للأطفال في هذه المرحلة وحرص على إكساب الأطفال المهارات التي تطلبها هذه المرحلة العمرية بأساليب تعليمية غير تقليدية تسهم في صقل شخصيات الأطفال في وقت مبكر، وتضفي على التعليم نوعاً من البهجة والسرور؛ فيقبلون على اكتساب المهارات بنفوس راضية مطمئنة.
وعن مراحل إعداد وإصدار الإطار، قالت تم بناء الإطار وفق منهجية متسلسلة تدرجت في عدة مراحل منها تشكيل فريق العمل (25 عضواً) وجمع المرجعيات الوطنية والاطلاع عليها (5 قوانين اتحادية ومحلية)، بحيث تم الاطلاع على المرجعيات الوطنية المتوفرة من قوانين اتحادية، وقرارات وزارية ولوائح تنفيذية، ودراستها لرصد أهم المجالات والعناصر الخاصة بدور الحضانات وعمل المقارنة المعيارية.