وقع مجلس التوازن الاقتصادي في الإمارات، والهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، مذكرة تفاهم في مجال الصناعات العسكرية، سعياً إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في القطاع، وبناء علاقات الشراكة والتكامل بين الطرفين.
كما وقعت شركة «نمر» لإنتاج الآليات العسكرية المدولبة، التابعة لشركة «ايدج» اتفاقية تعاون مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، بهدف إنشاء إطار عمل للتعاون المستقبلي لاستكشاف الفرص لآلية جيس ذات الدفاع الرباعي في السعودية، وذلك على هامش معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2021».
وخلال مؤتمر صحفي أمس لتوقيع الاتفاقية الأولى، قال معالي جاسم محمد بو عتابة الزعابي رئيس دائرة المالية – أبوظبي والأمين العام لمجلس التوازن الاقتصادي إن التوقيع على مذكرة التفاهم يأتي في إطار العلاقات الأخوية والإسترايجية المتينة بين البلدين الشقيقين، التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية.
عمل مشترك
وأوضح بو عتابة أن هذه المذكرة تؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين، خاصة في مجالات البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا وجذب الاستثمارات الأجنبية وإقامة المشاريع الدفاعية المشتركة، وغيرها من المجالات الحيوية في قطاع الصناعات الدفاعية والأمنية، لافتاً إلى أن مجلس التوازن الاقتصادي لديه خبرات واسعة وكوادر وكفاءات وطنية مؤهلة يمكن توظيفها لتمكين وتطوير القطاع الدفاعي والأمني وتعزيز مساهمته في عملية التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن دولة الإمارات لديها تجربة ناجحة ومميزة في مجال تطبيق برنامج التوازن الاقتصادي، الذي يعد من أنجح برامج المبادلة (الأوفست) في المنطقة، معرباً عن استعداد المجلس لتبادل الخبرات والتجارب وآليات العمل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال.
علاقات ثنائية
من جانبه، قال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي، إن هذا التعاون يأتي امتداداً لما تحظى به العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات، وما تتسم به من ترابط وتعاضد وانسجام وتنسيق متواصل مبنٍ على التعاون والتشاور المستمر في كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مستندين في ذلك على رؤى تاريخية واضحة وجلية تتمثل فيما يجمع البلدين من إرث تاريخي كبير، وأفق مستقبلي، وما يحتضنه البلدان من كوادر بشرية وإمكانات اقتصادية مزدهرة، يجعل من تكاملهما أمراً طبيعياً على كافة الأصعدة.
وأشار العوهلي إلى أن مذكرة التفاهم ستعمل على إيجاد المسرعات لإنجاح العمل المشترك في تطبيق برنامج التوازن الاقتصادي لدى الطرفين، لاسيما وأن دول منطقة الخليج العربي لديها إمكانيات هائلة وأرض خصبة لبناء قدرات صناعية عسكرية مستدامة، وعلاقات وثيقة مع دول صديقة وحليفة تمتلك تقنيات وإمكانيات عسكرية كبيرة تمكننا من العمل معها على أساس المصالح المتبادلة والأهداف المشتركة، التي من شأنها تعزيز فرص نقل التقنيات العسكرية وتوطينها، وﺑﻨﺎء ﻗﺎعدة ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ عسكرية في دول الخليج العربي، وبما يكفل إﻗﺎﻣﺔ صناعة تواكب التطورات المتسارعة والمتلاحقة في هذا المجال.
تصنيع محلي
في سياق متصل، أعلنت شركة «نمر» والشركة السعودية للصناعات العسكرية خلال مؤتمر صحفي أمس، التفاوض على بنود شراكة محتملة، إذ تعد اتفاقية التعاون خلاصة تلك المفاوضات، حيث صُممت الاتفاقية بحيث تضع أساس مشروع مشترك طويل الأمد بين الشركتين، وتقتضي من نمر ترخيص التكنولوجيا في المملكة لتمكين التصنيع المحلي لآلية جيس وتطوير قدرات سلسلة التوريد في السعودية. ويتماشى هذا التعاون مع رؤية السعودية 2030 التي تؤكد حرص البلاد على توطين الصناعة وتنويع الاقتصاد.
وقال فيصل البناي، إن «ايدج» تطمح إلى التوسع في هذا الالتزام مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية، حيث تمثل هذه الاتفاقية التعاون العسكري الأول بين السعودية والإمارات، وهي بمثابة خطوة كبرى في تدعيم العلاقات المتينة بالفعل بين البلدين، إذ تعد العلاقات الاستراتيجية ركيزة هامة في استراتيجية الشركة.
وقال المهندس وليد أبو خالد، الرئيس التنفيذي في الشركة السعودية للصناعات العسكرية، إن توقيع الاتفاقية يعد تتويج للجهود المشتركة على مدار العام الفائت لنقل التكنولوجيا والمعرفة إلى قطاع التصنيع الدفاعي بالسعودية، مما يسهم بتحقيق هدف رؤية السعودية 2030 المتمثل في توطين 50% من الإنفاق على المعدات العسكرية بحلول عام 2030.
وأضاف أبو خالد انه وقع اختيار الشركة السعودية للصناعات العسكرية على «نمر» لتكون شريكتها المحلية بفضل مكانتها الاستراتيجية كعنصر تمكين هام في تحقيق رؤية السعودية 2030. كما يدعم هذا الإنجاز جهود صندوق الاستثمارات العامة، بواسطة الشركة السعودية للصناعات العسكرية، في توطين المعارف والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى بناء شراكات اقتصادية استراتيجية".
صفقة استراتيجية
وقال اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس مجلس إدارة «نمر»، إن توقيع هذه الصفقة الاستراتيجية يأتي بعد عام من المفاوضات والتجارب والاختبارات، لتكون هذه الشراكة الأولى من نوعها بين الشركتين بما يمثل بداية عصر جديد من التعاون في القطاع العسكري بين الإمارات والسعودية.