تزامنا بالاحتفال باليوم العالمي للغة الأم ، نظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة ندوة علمية تحت عنوان (اللغة الأم والهُوية في ظل التنوع الثقافي واللغوي) ، بحضور مشاركين من عدة جامعات ومؤسسات من دول مختلفة .
وفي كلمته الافتتاحية الأستاذ الدكتور يوسف الحايك ، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية ، رحب بالحضور والمشاركين في الندوة وأكد على أهمية اللغة العربية قائلا " هذا يومٌ عزيزٌ علينا جميعا، إنه يومُ اللغة الأم ؛ اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، والعربيةُ كما تعلمون هي هُوِيَّةُ الأمةِ ، والوعاءُ الذي يحوي حضارَتَها وفكرَها وتراثَها ، وإن جامعة الشارقة أسست قسم اللغة العربية قبل ربع قرن ، وتؤمن بأنّ للغةِ العربيّةِ منزلةٌ كبيرةٌ ؛ إذ هيَ هُوِيَّةُ الأمةِ، ولها في أعناقنا دينٌ لا بُدَّ لهُ منَ الوفاءِ ، وإنَّ بعضَ الوفاءِ يفرِضُ علينا جميعًا أن ننهضَ بها ونحافظ عليها ."
وأختتم قائلا: " يجب إيلاء اللغة العربية اليوم كل الاهتمام بحيث يجبُ أن يلزم الجميع باستخدام اللغة العربية في نشاطها الرسمي، وهذا يقتضي تفعيل قوانين تحمي اللغة العربية وتدافع عنها .
من جانبه الأستاذ الدكتور نادر البزري، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ، ألقى كلمة قدم من خلالها الشكر للمشاركين ورحب بالحضور وأكد على أهميّة موضوع الندوة خاصّة لما للغة العربية من مكانة حيويّة ومن أبعاد عالمية عبر الناطقين بها ، وبما لذلك من مدلولات ثقافيّة ومجتمعيّة ومعرفيّة وحضاريّة تثري الحياة الإنسانية من نتاج لسان العرب في تحصيل مقاصد العلوم والآداب والفنون وأسباب العمران وبناء الأوطان.
وفي نهاية كلمته، عبّر عن خالص تقديره لكلّ من شارك في جلسات الندوات العلميّة والشعريّة والطلابيّة، كما هنأ الفائزين بالمسابقات، وشكر أعضاء لجان التقييم، وثمن جهود قسم اللغة العربية في تعزيز الرسالة الأكاديميّة للّغة الأم، صاحبة الجلالة، لغتنا العربيّة، واستخدام ممكناتها النفيسة والحيّة في إنتاج المعارف من أجل خدمة المجتمع، والحِفاظ على جوهر وماهيّة وهُويّة اللغة، والاعتزاز الحقّ بها، والاستلهام من تراثها وتاريخها آفاقًا للتقدم والازدهار والحداثة.
الدكتورة مريم بالعجيد ، رئيس قسم اللغة العربية في كلمتها أكدت أن قسم اللغة العربية لا يفتأ يُطوّر في مناهجه وطرائقه التعليمية ، وتوظيف خبراته ومهاراته ومبادراته في سبيل النهوض بطلبته في برامجه الأكاديمية ليُقدم للتجمع خريجاً يمتلك مهارات التواصل اللغوي السليم ، ويعي واجبه في خدمة اللغة العربية ، وأضافت أن القسم يعمل على عقد شراكات مجتمعية هادفة ، فضلاً عن المشاريع العلمية الأكاديمية المشتركة التي يتطلع فيها إلى فتح برنامج في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، وأضافت أيضا أن القسم أطلق باقة من المسبقات في مجالات متنوعة ، فكانت: المسابقة الأدبية ، ومسابقة الإملاء العربي ، ومسابقة الخط العربي ، ومسابقة لوحة من وحي قصيدة ، ومسابقة أفضل تطبيق أو ابتكار في خدمة اللغة العربية ، وذلك تأكيداً لرسالتها في تسليط الضوء على أهمية اللغة العربية كوعاء إبداعي وفكري وثقافي وفني ، وتشجيع الكتابات الإبداعية والمهارات الفنية والابتكارية بها ولأجلها .
ضمت الندوة ثلاث جلسات، بدأت بالجلسة العلمية الأولى التي أدارها الأستاذ الدكتور عيسى الحمادي ، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربي ، وشارك بها كل من: الأستاذ الدكتور إميل يعقوب ، أستاذ في الجامعة اللبنانية ، والأستاذة الدكتورة إليزابيث ، فوثير ، باحثة بالمعهد الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية (CEEREPA) بجامعة السوربون ، والدكتور صابر نواس محمد ، مدير أكاديمية التميز في الهند ، والأستاذ الدكتور محمد عبد العزيز عبد الدايم الرفاعي ، أستاذ اللغويات بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة ، حيث ناقش المشاركون محاورة متعددة تصب في العنوان الرئيس وهو اللغة الأم والهوية والتنوع اللغوي والثقافي ، تناول فيها المتحدثون تقديم ، قراءة إبستمولوجية لتفاعل الهويات (الإنسان واللسان) ، وكذلك دلالات الهُوية وأبعادها وطرق تعزيزها ، واستعرض بعضهم حضور الهوية في الرواية الخليجية ودلالاتها ، فضلاً عن الإشارة إلى واقع اللغة العربية في الهند بين المؤيدين والمعارضين وما أفرزه هذا الصراع من تمسك بعض الأقوام بلغتهم العربية .
أما الجلسة الشعرية الثانية فأدارتها الأستاذة حمدة العوضي الباحثة في الدراسات العليا في القسم ، وشارك بها كل من : الشاعرة شيخة المطيري ، والشاعر عبد الله الهدية الشحي ، تغنى في الجلسة الشاعران باللغة العربية وعراقتها وهمومها في قصائد استحسنها الحضور وتفاعلوا معها ، كما ناقشت الجلسة بعض وجهات النظر في التحديات التي تواجهها الهُوية اللغوية بين الاختيار والإلزام ، وقدّما في أشعارهما نماذج جميلة للإبداع بالعربية ، ولأبرز قضاياها التي في مقدمتها إدراك مكانة اللغة ومواطن الضعف التي تجعل أبناءها في حالة نفور أو ضعف ، وما يلزم ذلك من إدراك للداء والدواء .
وفي الجلسة الطلابية الثالثة التي أدارتها الطالبة في الدراسات العليا في القسم : إيناس الزيناتي تحاور عدداً من طلبة البكالوريوس حول اللغة والهوية ومجالات تحققها في هوية اللسان والإنسان على اختلاف بيئاته وتراثه . كما صاحبت الندوة معرضًا للكتب المستعملة بمشاركة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، ومعرضًا للخط العربي بعنوان(سِياج) ، ومعرض اللوحات المشاركة في مسابقة الخط العربي ، ومسابقة "لوحة من وحي قصيدة" .
وقد تخلل الندوة تكريم نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية ، يصحبه عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لـلأستاذ الدكتور عيسى الحمادي ، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربي الراعي الرسمي للمسابقات ، كما تم تكريم المشاركين ولجان التحكيم في المسابقات ، واللجنة التحضيرية ، وكذلك تكريم الفائزين من الطلبة في المسابقات .