افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي ، نائب حاكم الشارقة ، صباح اليوم الخميس ، أعمال المؤتمر الرقابي الأول "مأمن" الذي يقام بتنظيم من هيئة الشارقة للتعليم الخاص تحت شعار "ممارسات رائدة ورؤى مشتركة لتعزيز جودة حياة الطالب" ، وذلك في مقر أكاديمية الشارقة للتعليم .
استهل حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ، ألقت بعده الدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص كلمة ثمنت فيها دعم صاحب السمو حاكم الشارقة اللامحدود للاستثمار في التعليم وبناء الإنسان ، مؤكدة على أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار حرص الهيئة على إبراز ضرورة الممارسات الإدارية الراشدة ، التي تستطيع تحويل مضامين المؤتمر وتوصياته إلى قوة إيجابية تسهم في تحقيق تطلعات ومساعي الإمارة نحو مواصلة تطوير وتجويد المنظومة التعليمية من خلال الشمولية والموضوعية التي تستهدف رفع كفاءة العمل وقياس نشاط المؤسسات التعليمية طبقاً لمعايير مرنة تخدم الأهداف العامة.
وأضافت الدكتورة محدثة الهاشمي ، أن الهيئة تؤمن بأهمية الممارسات الرقابية الإيجابية التي تستهدف أساساً خدمة المنظومة التعليمية ، وتشكل المرتكز الذي يستند إليه القطاع التعليمي ، مشيرة إلى أن كفاءة التعليم تتحقق بجهود جماعية وتعاون كافة أطراف الميدان التربوي ، الذي تشكل فيه المؤسسات التعليمية عنصراً أساسياً ، لارتباطها الوثيق مع الطلبة منذ المراحل الأولى ، لافتة إلى أن الجهود التي تبذلها الهيئة تواكب طموح وتطلعات إمارة الشارقة بأن تكون بيئة تعليمية أولى ووجهة للباحثين عن العلم والتعليم .
من جانبه استعرض الدكتور أولي بيكا هاينونين ، المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية ، أهمية المؤتمر كونه يجمع خبراء ومتخصصين من شأنهم تبادل الأفكار لإيجاد حلول تسهم في بناء نظام تعليمي متكامل يكون فيه أداء وكفاءة المدارس عالي الجودة ، مؤكداً أن النظم التعليمية والمدارس بدورها كشركاء في عملية التطوير تحتاج الى التكيف بشكل دائم ، مشيراً الى استمرارهم في تطوير نظام البكالوريا الدولية التحويلي ، بهدف دعم التطوير الشامل لجودة حياة الطلبة ، من خلال دورة التحسين المستمر للاستكشاف والابتكار والتطوير واختبار الفاعلية .
وأشاد المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية إلى الجهود الكبيرة التي تقدمها الهيئة بالتعاون مع المنظمة والمؤسسات التعليمية في مختلف دول العالم للارتقاء بمستوى التعليم وضبط العملية التعليمية من خلال المراقبة والاطلاع الدائم بما يصب في مصلحة الطلبة والمؤسسات التعليمية ، وهذا يعزز من مستوى الطلبة خريجي المدارس في الدولة وينعكس على تطور المجتمع وبناء جيل مثقف يساهم في مستقبل الدولة .
وشاهد سمو نائب حاكم الشارقة عرضاً مرئياً حول تجربة الشارقة في رفع جودة حياة الطلبة ، من خلال المبادرات المختلفة التي تبنتها الهيئة مثل مدرستي أجمل ، وأولادكم في مأمن ، وتوفير مياه صحية للطلبة بالتعاون مع شركة زلال ، كما تم إطلاق إطار تحسين جودة حياة الطلبة والذي يعد دليلاً للمجتمع التعليمي بهدف تطوير وتعزيز البيئة التعليمية ، ويرتكز على أربعة مبادئ وهي ضبط العمل في المؤسسات التربوية وهي فهم احتياجات الميدان التعليمي ، وتعزيز جودة حياة الطالب ، والعمل بالشراكة مع المؤسسات الدولية والمحلية ، والتزام قادة المؤسسات التعليمية ، ثم قدم عددًا من طلاب وطالبات مدارس الشارقة عرضاً فنياً بعنوان "سلطان الأمان" .
وشهد سموه خلال الحفل توقيع اتفاقية تفاهم بين هيئة الشارقة للتعليم الخاص ومنظمة البكالوريا الدولية وأكاديمية الشارقة للتعليم بهدف استكشاف فرص أوسع للتعاون في مجالات التعلم والتعليم ثنائي اللغة وبرنامج التطوير المهني للعاملين ، بالإضافة الى المشاريع المشتركة في مختلف المجالات لتحقيق المصالح والأهداف الاستراتيجية المشتركة .
وتهدف الاتفاقية إلى تطوير الشراكات الاستراتيجية بين الهيئة والمراكز والمؤسسات التربوية الرقابية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية ، وبما ينسجم مع المعايير الدولية الداعمة للإبداع والابتكار في مجال العمل الرقابي ، ويأتي المؤتمر الذي ينطلق تحت شعار "ممارسات رائدة ورؤى مشتركة لتعزيز جودة حياة الطلبة" بهدف تسليط الضوء على الأدوات التي من شأنها تطوير الميدان التعليمي بمختلف أطرافه ، وذلك عبر المحاور والجلسات الحوارية التي تجمع عدداً كبيراً من الخبراء والمتخصصين في الممارسات الرقابية الساعية إلى الارتقاء بالبيئة التعليمية وتعزيز مؤشرات قياس الأداء في المؤسسات التعليمية .
ويشهد المؤتمر عقد 4 جلسات حوارية تجمع نخبة من كبار المسؤولين والمتخصصين العالميين في الممارسات الرقابية ، تتناول خلاله مواضيع بعنوان التأثير الإيجابي للأزمات والتحديات على العمليات الرقابية وتطورها وانعكاسها على البيئة المدرسية وجودة حياة الطلبة ، وأهمية توظيف التكنولوجيا والتطبيقات الذكية الحديثة في تطوير العمل الرقابي ، بالإضافة للأدوار الرقابية في تنظيم وضبط المؤسسات والسلوك المهني والأخلاقي للمراقب ، وأفضل الممارسات والتجارب المتميزة التي كان لها أثر في امتثال المؤسسات التعليمية ودورها في ضبط وتطوير البيئات التعليمية بما يخدم جودة حياة الطالب .
وعلى هامش المؤتمر تجول سموه في المعرض المصاحب والذي يضم 5 منصات رقمية تستعرض الخدمات المقدمة لتطوير المنظومة التعليمية وتوفير خدمات آمنة للطلبة وهم هيئة الشارقة للتعليم الخاص ومواصلات الإمارات ، وهيئة الوقاية والسلامة ، وهيئة الشارقة للدفاع المدني ، وبلدية الشارقة ، ومجلس الشارقة للتعليم .
شهد الافتتاح بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم ، والدكتورة خوله عبد الرحمن الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة ، وعمر خلفان بن حريمل رئيس دائرة الموارد البشرية ، والدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص ، وعدداً من المسؤولين وممثلي المدارس الخاصة في إمارة الشارقة والقطاع التعليمي .