افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي ، نائب حاكم الشارقة ، أعمال النسخة الثانية والعشرين لمنتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية ، صباح اليوم في سفاري الشارقة .
يشارك في المنتدى الذي يُعقد على مدار أربعة أيام حتى 9 فبراير الجاري أكثر من 120 خبيراً وباحثاً ومختصاً في عالم البيئة والتنوع الحيوي من مختلف بلدان العالم ، وتركز موضوعات النسخة الجديدة على علم الوراثة وحفظها وتطبيقاتها على المستوى الإقليمي .
واستهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الامارات وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، عقبه عرضاً مرئياً جسد أهم الإنجازات والنتائج المحققة من الدورات السابقة لمنتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية المدهشة بتفاصيلها ومعالمها ، إضافة إلى استعراض التعاون مع المنظمات والاتحادات والجمعيات العالمية الخاصة بحماية الحيوانات والجهود التي ساهمت في الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض .
وألقت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية ، كلمةً عبرت فيها عن اعتزازها بمسيرة منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي التي امتدت لـ 21 عاماً ، مثمنةً الدعم الكبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، الذي يمتلك الرؤية الثاقبة في عالم البيئة ، مؤكدةً أن المنهج الذي وضعه سموه ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات النوعية والعلمية والتي وصل صداها للمستوى العالمي ، إضافة إلى ما تملكه إمارة الشارقة من خبرة غنية وعريقة في مجال البيئة ، ما جعلها سباقةً دائماً في بذل كل ما هو ممكن لتوفير الفرصة واستعراض القضايا البيئية والتشاور والمناقشات وتبادل الأفكار والمعلومات ، بهدف تعزيز الوعي والمعرفة حول قضايا التنوع الحيوي ، وإيجاد الحلول التي من شأنها دفع عجلة الجهود الدولية في المجال البيئي .
وأكدت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية ، أن منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي منذ نسخته الأولى شكل محطة لقاء وتفاعل للباحثين والمختصين في عالم البيئة كافة ، مشيرةً إلى أن الجميع اجتمع في الشارقة للتأكيد على أهمية المنتدى التي تتجلى في كونه محطة لقاء وتفاعل خبراء ومختصين من مختلف بلدان العالم، وتبادل خبرات وتجارب ومعلومات ، بما يساعد في معرفة أوضاع الحياة الطبيعية في دولة الإمارات بشكل خاص ، ومنطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام ، والتي تتمتع بتنوع حيوي كبير .
وأشارت هنا سيف السويدي إلى أن المنتدى يقام للمرة الأولى في سفاري الشارقة ، وهو المشروع الرائد على مستوى العالم ، الذي يوفر أكبر رحلة سفاري في العالم خارج إفريقيا ، ويمتد على مساحة 8 كيلو متر مربع ، تتوزع على 12 بيئة مختلفة تمثل الحياة والتضاريس والتنوع الحيوي في أفريقيا ، وتحتضن سفاري الشارقة أكثر من 50.000 حيوان وبما يزيد عن 120 نوعاً ، وأكثر من 100.000 شجرة أفريقية ومحلية ، موضحةً أن بإمكان الزائر استكشاف الحياة البرية في إفريقيا بشكل لم يسبق له مثيل ، مشيرةً إلى نجاح الجهود في سفاري الشارقة ولأول مرة باستقبال عضو جديد في مجموعة الفيلة بولادة الفيلة الصغيرة "سمره" ، التي تكيفت سريعاً واندمجت مع عائلتها والبيئة المحيطة .
وقدمت الدكتورة هيلين سين الخبيرة البيئية في الجمعية الملكية لعلم الحيوان باسكتلندا ، عرضاً مرئياً حول المنتدى ومحاوره وموضوعاته المختلفة ، متطرقةً إلى الجهود الكبيرة للمنظمات الدولية في حماية التنوع في الحياة ، كما ألقت الضوء على التنوع البيولوجي العالمي والجينات الوراثية للحيوانات ، والأهداف التي تحققت من خلال ورش العمل والندوات الخاصة بمجال المحافظة على حماية الحيوان ، مستعرضةً المحاور التي سيتم مناقشتها خلال النسخة الحالية من المنتدى وأهدافها .
ويتضمن منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية على مدار أيامه الأربعة وخلال الفترتين الصباحية والمسائية جلسات ومحاضرات وندوات ونقاشات حول علم الوراثة وما يتعلق به من جوانب الحفظ والتطبيق في السياق الإقليمي ، وسيتم إثراؤها باستعراض آراء الممارسين في هذا المجال من مختلف بلدان العالم وبيان عدد من دراسات الحالة الإقليمية ، وجوانب التصنيف والرصد والإدارة ، وتجارب البنوك الحيوية ، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة جولات ميدانية للمشاركين على بيئات ومناطق سفاري الشارقة ، كما سيجسد المنتدى منصة حرة وحية ورحبة لاستعراض القضايا البيئية والتشاور والمناقشة وتبادل الأفكار والمعلومات حولها وإيجاد الحلول الرامية لدفع عجلة الجهود الدولية في هذا المجال .