تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، بحضور عفاف إبراهيم المري، رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، نظمت الدائرة ملتقى «كبار السن» العاشر تحت شعار «المجتمع الرقمي لكبار السن»، صباح أمس في استراحة السحب في مدينة خورفكان للمشاركين من الأخصائيين، وافتراضياً للجمهور.
وأكدت المري في كلمتها بالمناسبة أن الشارقة أصبحت نموذجاً مشرفاً لرعاية كبار السن، وتجسد هذا الأمر في حصولها بجدارة على لقب المدينة المراعية لكبار السن، بعدما طبقت المعايير العالمية في هذه المعادلة، والأمر ليس غريباً على إمارة الشارقة التي تحتضن كبار السن؛ بل تحترمهم وتقدر مساهمتهم الثمينة في بلورة وتشكيل تاريخ الإمارات.
وقالت: «يبرز هذا الاهتمام جلياً بناء على توجيهات قيادتنا الرشيدة في الدولة بشكل عام وفي إمارة الشارقة بشكل خاص، حيث الجهود العديدة مادياً ومعنوياً ونفسياً لدعمهم والسعي الدائم نحو تلبية احتياجاتهم، وتوفير سبل حياة كريمة وبيئة إيجابية داعمة تراعي رضى كبار السن، وتكريمهم وجعل مرحلة الشيخوخة هي المرحلة الأفضل في حياتهم، بإحاطتهم بكل التقدير والرعاية والاهتمام».
وأضافت المري: «أصبح الملتقى علامة بارزة في أجندة إمارة الشارقة وتزامن انعقاده مع اليوم العالمي للمسن الموافق للأول من أكتوبر، ويأتي طرح شعار «المجتمع الرقمي لكبار السن» مواكبة للتقدم الكبير في الخدمات الرقمية التي لها تأثير في الخدمات المقدمة لهذه الشريحة، ومن شأنها أن تكون رافداً مهماً في مجال التطوير في مجالات الرعاية والحماية وللتنمية المستدامة، لتمتع الجميع بمن فيهم كبار السن بأنماط عيش صحية. من هنا كان من الضروري مناقشة مستقبل رقمنة الخدمات وفرص الارتقاء بها وتحقيق طفرة نوعية في شتى مجالات الرعاية والحماية لكبار السن، من أجل صناعة مستقبل أفضل لخدمات كبار السن التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية وعلى رأسها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة».
وطرح موضوع «مستقبل الخدمات الرقمية لكبار السن وتحدياتها»، من خلال جلستين، عنونت الأولى ب«الفجوة الرقمية في مجتمع الإمارات» وترأسها الدكتور فاكر الغرايبة مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، وشارك فيها يوسف العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمسؤولية الاجتماعية بورقة عمل عنوانها «واقع حاجة كبار السن للخدمات الرقمية وأثرها السلبي عليهم».
وقال الدكتور فاكر الغرايبة مدير الجلسة، إن الملتقى يعكس كل التغيرات الإيجابية التي تحدث في الدولة، ومحاولة تقريب كل الفرص للمسنين؛ لأن التغير الرقمي أصبح مهماً جداً اليوم، فكيف يمكن مراعاة الفجوة التي تحدث كل يوم، خاصة أن معدل العمر في عام 2050 سيزيد عند كبار السن على 20%، وستكون آسيا الأكبر احتضاناً لهم.
وتحدث يوسف العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمسؤولية الاجتماعية عن أهمية الدور الذي تقوم به إمارة الشارقة من حيث الاهتمام بكبار السن، حيث تم توفير كثير من الخدمات والتسهيلات، وفي رأيه فإن هناك ضرراً في استخدام المسن للخدمات الرقمية؛ لأنها ستبعده عن محيطه، وهذه العزلة الاختيارية ستسبب له آلاماً جسدية بسبب الحالة النفسية وينقطع عن الآخرين؛ لذا ليس مضطراً للتعامل مع الخدمات الرقمية، وبالتالي يفضل أن تكون هذه الخدمة متوفرة لدى مرافق المسن، الذي سيستفيد من استحداثاتها لإفادة كبار السن خاصة الذين يعانون مشاكل صحية مثل الزهايمر.
وقدمت الدكتورة حياة ملاوي رئيسة مركز إجلال لخدمات كبار السن، المؤسسة والمشرفة العامة على المدينة الرقمية، ورقة عمل حول أسباب وتأثيرات الفجوة الرقمية على كبار السن، وأكدت تمكين المزيد من الأشخاص من الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا التي ستفيدهم في وقت لاحق من حياتهم، مشيرة إلى أن عددهم سيصل إلى مليارين عام 2050، كما أنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر إلى 1.5 مليار.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان «مستقبل الخدمات الرقمية لكبار السن وتحدياتها»، تحدثت فيها هند محمد أجتبي مديرة إدارة التمريض بالإنابة في هيئة الصحة بدبي، عن «الحقيبة الرقمية» التي تتضمن أجهزة طبية للسكر والضغط والقلب تستخدمها الهيئة، خاصة مع وباء كوفيد 19، وتوفر خدمة منزلية لكبار السن، ويستطيع الطبيب أن يعاين المريض وهو في عيادته والمريض في منزله، ونعتبرها خدمة منزلية ذكية، وبذلك تم تقليص الفترة والحجوزات وجهد طبيب ومصاريف كثيرة، وارتفعت سعادة المتعاملين إلى 98%.