أكد فخامة كارلوس ألفارادو كيسادا رئيس جمهورية كوستاريكا سعي بلاده إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع إمارة الشارقة، وتعزيز التعاون في العديد من القطاعات الحيوية وفي مقدمتها التعليم والسياحة والأمن الغذائي والاستدامة والخدمات اللوجستية، وذلك في إطار العلاقات الثنائية المتنامية بين جمهورية كوستاريكا ودولة الإمارات، مشيدا بمسيرة التطور والازدهار التي تشهدها الإمارات والشارقة في مختلف المجالات والقطاعات.
جاء ذلك خلال استقبال غرفة تجارة وصناعة الشارقة أمس (الثلاثاء) لفخامة كارلوس ألفارادو كيسادا ترافقه حرمه كلاوديا دوبلس كامارغو ووفد رفع المستوى من مختلف القطاعات الاقتصادية الكوستاريكية، حيث كان في استقبالهم سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، والشيخ ماجد بن فيصل القاسمي النائب الأول لرئيس الغرفة، وسعادة وليد عبد الرحمن بو خاطر النائب الثاني لرئيس الغرفة وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، وسعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وسعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة الشارقة، وسعادة سيف محمد المدفع الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، وسعادة محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر(استثمر في الشارقة)، وعبد العزيز شطاف مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال في غرفة الشارقة، وفاطمة خليفة المقرب مدير إدارة العلاقات الدولية بالغرفة، وعلي الجاري مدير مركز الشارقة لتنمية الصادرات، وعدد من مدراء الإدارات وموظفي الغرفة.
واستعرض رؤساء ومدراء الدوائر الحكومية في الشارقة مع رؤوساء وممثلي عدد من الهيئات والمؤسسات والفعاليات الاقتصادية والتجارية في كوستاريكا واقع العلاقات الاقتصادية الحالية، وآفاق الشراكات المستقبلية بين مجتمعي الأعمال، كما شهد اللقاء بحث أوجه تطوير التعاون بين الجانبين خاصة في مجالات الصناعة والتجارة والزراعة وتبادل الزيارات والاستثمارات في شتى المجالات، فضلا عن المشاركة في المعارض والفعاليات التي تقام في كلا البلدين، إلى جانب تعزيز العمل المشترك في قطاع السياحة، مستعرضين الفرص الاستثمارية التي تتميز بها كل بلد لتوسيع دائرة التعاون البنّاء ضمن قطاعات حيوية تخدم مصالح الشعبين الصديقين.
توافق الرؤى
وفي مستهل اللقاء رحّب سعادة عبدالله سلطان العويس، بالرئيس الكوستاريكي والوفد المرافق له، متمنيا أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون بين البلدين الصديقين، مؤكدا أنها تأتي ثمرة للزيارات المتبادلة بين الجانبين بالتنسيق بين غرفة الشارقة وسفارة جمهورية كوستاريكا لدى الدولة، حيث شهدت الغرفة في العام 2017 زيارة للرئيس الأسبق لكوستاريكا فخامة لويس غييرمو سوليس على رأس وفد حكومي رسمي رفيع المستوى، تلاها في العام 2018 تنظيم بعثة اقتصادية أكاديمية من إمارة الشارقة لكوستاريكا، إلى جانب استقبال الغرفة لعدد من الوفود التجارية كان آخرها نائبة وزير الشؤون الخارجية في جمهورية كوستاريكا في شهر مايو الماضي، وهذا كله يأتي بالتوافق مع ما تشهده العلاقات بين الإمارات وكوستاريكا والتفاهمات التي تمت خلال الأيام السابقة، الأمر الذي يعكس الحرص المشترك وتوافق الرؤى لفتح آفاق جديدة للتعاون وتمهيد الطريق لاكتشاف مزيد من الفرص التي تعزز من الشراكة القائمة بين البلدين.
سمعة رائدة
وأشار العويس، إلى أن هذه الزيارة الرئاسية تعكس السمعة الرائدة التي تحظى بها إمارة الشارقة ومكانتها الاقتصادية المتميزة على المستوى العالمي، في ظل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تعزز اسم الإمارة كمركز إقليمي على خارطة التجارة العالمية، حيث تمثل إمارة الشارقة نقطة إرتكاز رئيسية في دولة الامارات لإقامة المشاريع الاستثمارية الناجحة وتأسيس علاقات اقتصادية إقليمية ودولية بحكم تفرد موقعها الجغرافي محليا وخليجيا وتعدد مقومات ومزايا الجذب الاستثماري في فرص اقتصادية وخدمية واجتماعية مجدية، ولما تتمتع به الإمارة أيضا من خصوصية لصروحها الحضارية المتطورة في مجالات الثقافة والفنون والتعليم والبيئة وغيرها من القطاعات الحيوية.
مستوى حضاري راقي
من جانبه هنأ فخامة كارلوس ألفارادو كيسادا قيادة دولة الامارات وشعبها بمناسبة اليوم الوطني الخمسين لقيام الاتحاد، مؤكدا حرص بلاده على تعميق أواصر العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة عموما وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، مبديا إعجابه بالمستوى الحضاري الراقي الذي وصلت إليه الإمارات ودورها الاقتصادي البارز على مستوى المنطقة والعالم، منوها بالرؤية الاقتصادية الناجحة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشيرا إلى أن زيارة الوفد الكوستاريكي إلى غرفة الشارقة تهدف إلى تعريف مجتمع الأعمال في هذه الإمارة الحيوية على مناخ الأعمال والفرص الاستثمارية المتوفرة في كوستاريكا، مشددا على رغبة بلاده في بناء علاقات شراكة استراتيجية طويلة المدى مع الشارقة، وداعيا المستثمرين والشركات وقطاع الأعمال في الإمارة لزيارة كوستاريكا والاستفادة من التسهيلات المتميزة التي تقدمها بلاده للمستثمرين ورجال الأعمال لتشجيعهم على إقامة مشاريعهم فيها، خاصة وأن بلاده تعتبر مختبرا مثاليا للطاقة النظيفة والابتكار من أجل الاقتصاد الأخضر.
تعزيز الأمن الغذائي
وأشار فخامة الرئيس إلى أن توجهات حكومة كوستاريكا حول تعزيز الأمن الغذائي تتوافق مع توجهات حكومة إمارة الشارقة في هذا القطاع الهام، مؤكدا على وجود مجالات تعاون واسعة بين البلدين الصديقين لتعزيز التسهيلات اللوجستية بين الشارقة وكوستاريكا من حيث تعزيز النقل الجوي، كما يمكن تعزيز التبادل السياحي بين البلدين بالإضافة إلى رفع حجم الاستيراد والتصدير ونقل البضائع، من خلال الاستفادة من موقع كوستاريكا القريب من قناة بنما والشارقة التي تتمتع بموقع جغرافي متميز في الشرق الأوسط.
توفير التسهيلات
بدورة أكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي، على أن غرفة الشارقة تقدر هذه الزيارة وتتطلع قدما إلى البناء عليها وتوطيد أواصر العلاقات بين جمهورية كوستاريكا وإمارة الشارقة وصولا إلى التعاون في مختلف المجالات المتاحة لخدمة مصالح الجانبين، لافتا إلى أن غرفة الشارقة على أتم الاستعداد لدعم الشركات الكوستاريكية الراغبة في العمل والاستثمار في إمارة الشارقة وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح استثماراتها في الإمارة وتقديم أفضل الفرص لتأسيس مراكز لأعمالهم وصناعاتهم الرئيسية وإقامة المشاريع وتعزيز حضورهم وانتشارهم في أسواق المنطقة.
وفي ختام الزيارة أعرب الوفد الكوستاريكي عن سعادته بهذا اللقاء، الذي أتاح لهم فرصة التعرف عن قرب على المناخ الاستثماري في الشارقة وما تزخر به من فرص واعدة في العديد من القطاعات الاقتصادية، مشيدين بدور غرفة الشارقة في تعزيز مكانة الإمارة على خريطة الاستثمار العالمي.
يُذكر أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوستاريكا تشهد تطورا مستمرا بفضل دعم قيادتي البلدين وتوجيهاتهما بدفعها إلى الأمام، ما أثمر تحقيق نقلات نوعية في جهود توثيق روابط التعاون الاقتصادي خلال الفترة الماضية، تمثلت في توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتوسيع دائرة التعاون البنّاء ضمن قطاعات حيوية تشمل الاقتصاد والبيئة والتكنولوجيا.