بمناسبة اليوم الوطني الخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ينظم المنتدى الإسلامي بالشارقة، مؤتمراً عملياً بعنوان "مؤتمر المقاصد الشرعية وتطبيقاتها في النوازل المعاصر " والذي يشارك فيه 12 علامة من متخصص في علوم الفقه وأصوله، ويسلطالمؤتمر الضوء على أهمية مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية في ترشيد الاجتهاد التنزيلي، ويكشف النصوص لتطبيقها على الوقائع، وأهمية إلحاق حكمها بالنوازل والمستجدات، على نحو يتحقق فيه المقصد الشرعي من وراء تنزيل الحكم الشرعي، وشهد المؤتمر اليوم الإثنين في أول أيامه حضوراً كبيراً من طلبة كليات الشريعة والدراسات الإسلامية من داخل الدولة وخارجها، والذييعقد جلساته على مدار ثلاثة أيام افتراضياً عبر منصة المنتدىhttp://e-muntada.ae/ التفاعلية لأنشطة الثقافة الإسلامية .
وأستهل المؤتمر في جلسته افتتاحية بكملة سعادة د.ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى والذي أشاد بدور المنتدى الإسلامي بالشارقة في تأصيل العلوم الشرعية ونشرها مجتمعياً، في دراسة الوقائع، والنظر إلى المسجدات الحديثة، وأستشراف المستقبل في مجال الممارسات والاجتهادات المقاصدية، والتطبيقات المعاصرةكقضايا العملات والعقود الذكية والإلكترونية، ومدى تأثير الجوائح في الإيفاء بالعقود في الشريعة، مستجدات الغرر والمعاملات المعاصرة في الظروف الطائة والمحن.
وأكد سعادته على أن المنتدى يحرص التعامل وفق منظور مستقبلي مع مستجدات العصر، ويرسخ لأفضل الممارسات من خلال العمل على صياغة البدائل مُثلى في ضوء التعاليم السمحة للشريعة الغراء، ووفق منظور متزن ومعتدل، حيث يناقش المؤتمر عدد من القضايا المعاصرة الملحة، أختفاءاً بمناسبة مرور الخميس عام على قيام دولة الإتحاد المبروكة، وخدمة للعلوم الشرعية وفق مبادرات علمية وثقافية أصيلة، تهدف إلى تدعيم المجتمع بالأحكام الشرعية والعملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية. وما يتعلق بالمسائل والأحكام التفصيلية المكتسب في ضوء مستجدات الحياة العديدة .
وعقبها كلمة سعادة د.أحمد الحداد كبير مفتين إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وبين فيها أنه من جمال الشريعة عامة تأصليها لأصول للرجوع إليها لبيان حكمها والدليل على سبل الهدى فيها، وإستعابها شاملة بنوزال العصر ومستجداته المتواتره، وأوضح المقاصد بأنها بوصلة المجتهد وقبلته، وأهميتها في السعي إلى مراد الشارع مما نزل بالناس، ودروها في صلاح حال الإنسان وعمارة الأوطان والانتفاع، ورعاية المصالح على الطالق والعموم، سواء المصالح المعتبرة، أوالملغاة، أو المرسلة منها، وأكد على ضرورة العمل وفق القصد؛ في المحافظة إلى الضروريات والمعاني والحكم في العقائد والمعاملات والعادات،لذا فأن الشريعة السمحة تستوعب نوزال العصر ومستجداته المتواترة، تحقيقاً للنفع ودفعاً للضرر، وفقاً بمقتضي علم المقاصد وروح الشريعة ونصوصها الجليلة .
وأختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة لسعادة أ.د هاشم جميل عبدالله كبير المفتين في المركز الرسمي للإفتاء بأبوظبي، أشاد فيها بالغايات المقاصدية في المعاملات والعبادات، ودعا إلى تأمل خطاب الشارع عز وجل فيها، والتعرف على الأسرار للمشرع في جلب المصالح ودرء المفاس، والقواعد الفقهية الموافقة على المحافظة والإعتناء بالضروريات حقيقة في رعاية المصالح.
في حين عقدت الجلسة الأولى حول موضوع " التطبيقات المعاصرة للمقاصد الشرعية في مسائل العبادات " وقدم أ.د عارف حسونة –أستاذ الفقه وأصوله بكلية القانون في جامعة الإمارات-، حيث أوضح المرتكزات العامة التي يجدر بالفقيه اعتمادها حتى يكون تطبيقه للأحكام تطبيقاً مقاصدياً محققاً لمصالح العباد في العاجل والآجل، ونبه على أهمية مراعاة أن التطبيق المقاصدي للأحكام الشرعية ضرب من ضروب الاجتهاد، ينبغي أن تتحقق فيه جميع شروط الاجتهاد وضوابطه ومعاييره، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والتحقق من انطباق علة الحكم في الواقعة الجديدة، والنظر إلى خصوصية بعض الحالات وما يعترضها من ضرورة أو حاجة.
في حين تناولت الجلسة الثانية موضوع التطبيقات المعاصرة للمقاصد الشرعية في مسائل الزكاة والحج " وناقش أ.د إدريس الفهري نائب رئيس جامعة القرويين بفاس – المغرب - ، موضوع التطبيقات المعاصرة للمقاصد الشرعية في مسائل الصلاة، وأوضح بأن جوهر الفكر المقاصدي يقوم على “المصلحة”، وأن هذه الشريعة السمحة إنما أشيدت لتحصيل مصالح العباد في العاجل والآجل.
هذا ويناقش اليوم الثاني للمؤتمر في الجلسة الأولى موضوع : التطبيقات المعاصرة للمقاصد الشرعية في مسائل الزكاة والحج ، في حين تتاول الجلسة الثانية موضوع : التطبيقات المعاصرة للمقاصد الشرعية في مسائل الحقوق والمعنوية "، وتعقد بتمام الساعة العاشرة عبر المنصة الافتراضية للمنتدى الإسلامي.
