استقطب معرض آثار الشارقة، الذي تنظمه هيئة الشارقة للآثار في المتحف الوطني للآثار بالعاصمة البرتغالية لشبونة، أكثر من 250 ألف زائر خلال 45 يوماً، وتحديداً منذ افتتاحه في منتصف نوفمبر الماضي وحتى نهاية يناير 2020.
ويشكّل المعرض نافذة حضارية جديدة افتتحتها الشارقة لتطل عبرها إلى العالم، مقدمة تراثها وآثارها وتاريخها عبر شراكات معرفية أكاديمية تحقق تطلعاتها في محاورة الآخر والتواصل معه.
وكان الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، قد افتتح المعرض ممثلاً عن صاحب السمو حاكم الشارقة، تحت عنوان "الثقافة والهوية لتراث الشارقة الأثري"، وهو يضم 150 قطعة أثرية، ويستمر في فتح أبوابه أمام الجمهور والزوار حتى إبريل 2020، وجاءت إقامة المعرض تفعيلاً لمذكرة التفاهم بين هيئة الشارقة للآثار ومعهد الآثار في جامعة نوفا لشبونة، وبهدف تعزيز أواصر التعاون في مجال التنقيبات الأثرية، وتبادل الخبرات والبحث العلمي المشترك.
ونظمت هيئة الشارقة للآثار مؤخراً عرضاً تقديمياً لجولة في ردهات المعرض مصحوبة بمرشدين في الخدمات التعليمية، لموظفي المتحف الوطني للآثار في لشبونة ومجموعة من الطلاب الجامعيين المتطوعين، إضافة إلى ثلاثة من علماء الآثار البرتغاليين المهتمين بتاريخ وآثار إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وثمّن سعادة الدكتور صباح عبود جاسم، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، الإقبال الكبير على معرض "الثقافة والهوية لتراث الشارقة الأثري"، من قبل زوار المتحف الوطني للآثار والسياح والباحثين والمهتمين بالآثار، والذين تعرفوا على التراث الثقافي والآثاري لإمارة الشارقة، واطلعوا على معلومات حول المكتشفات الأثرية في الشارقة، والتي عثرت عليها البعثة البرتغالية من جامعة نوفا.
وأكد سعادته أن المعرض الذي يضم نماذج مختارة من المكتشفات الأثرية في مواقع الشارقة، والتي تمثل فترات حضارية مختلفة، بدءاً من العصور الحجرية مروراً بعصور ما قبل التاريخ، والعصر البرونزي، والعصر الحديدي والفترة الهلنستية، وفترة ما قبل الإسلام، وصولاً إلى العصر الإسلامي، يفتح نافذة على آثار الشارقة وما تمثله من تمازج حضاري يعكس أهمية المنطقة ومكانتها عند الشعوب في مختلف العصور.
وتضم ردهات المعرض أهم المكتشفات الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي، والتي تعرف بفترة ما قبل الإسلام وتمثلها مكتشفات أثرية من مليحة، ضمت جرار الأمفورا من جزيرة رودس، وجرة فخارية كبيرة مستوردة من جنوب إسبانيا، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من مكتشفات دبا الحصن، والفترة الإسلامية التي تمتد من العصر العباسي إلى وقتنا الحاضر، واكتشفت أيضاً في خورفكان واللؤلؤية والذيد وكلباء.