SharjahNews
https://sbasharjah.eclipse10.net/news
View

معهد الشارقة للتراث ينظم فعاليات مُبهجة بمناسبة يوم التراث العالمي

A-
A+

نظم معهد الشارقة للتراث فعاليات افتراضية وواقعية بمناسبة يوم التراث العالمي، تحت شعار "جهود رائدة في حماية التراث الثقافي"، تضمنت محاضرة افتراضية تحدث فيها سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية في مصر، وأدارها الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث. 

وقد دأب المعهد على الاحتفال بهذه المناسبة العالمية خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية، ونظراً للظروف الاستثنائية الراهنة بما يخص فيروس كورونا المستجد، جاءت احتفالات المعهد بيوم التراث العالمي، الذي يصادف في الثامن عشر من أبريل، بنكهة خاصة، واحتفالات مميزة ومتنوعة، ركزت على جانب المحاضرات المتنوعة في الصباح والمساء، لاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً من قبل المتابعين، وفي خورفكان نظم فرع المعهد احتفالية بهذه المناسبة. 

 التراث بكل تجلياته 

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث:" إن الحديث عن التراث ويوم التراث العالمي هو حديث ذو شجون، فكل واحد منا مرتبط بالتراث بشكل أو بآخر، هو ارتباط الوطن والأمومة، وارتباط له جذور عميقة جداً، ونحن في الشارقة لنا بدايات مبكرة وجميلة، وكذلك ما زلنا نتذكر الاهتمام الخاص بالتراث من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، مؤسس وباني دولة الإمارات، الذي كان يعيش التراث بكل تجلياته، وكان يهتم بثلاثة نواحي رئيسية في التراث، هي الأدب الشعبي الشعر والأمثال والحكايات، رياضات الهجن والخيل، وسباق الزوارق الشراعية التراثية". 

وتابع سعادته:" إنها مسيرة مقدرة تلك التي قطعنا فيها وخلالها أشواطاً كبيرة في التراث وتبني مشاريع التراث الثقافي، مثل المشروع الكبير، مشروع مكنز التراث العربي، وهناك بالتأكيد مشاريع أخرى من بينها تلك القواميس الثلاثة التي أنتجناها، من خلال جهود الباحثين والمختصين". 

وأضاف:" يوم التراث العالمي هو يوم نعتز به ونقدره، ونعتبره أحد أهم المناسبات العالمية التي تؤكد على مكانة التراث وضرورة صونه وحفظه ونقله للأجيال، ويؤشر على أهمية التعاون والتنسيق العالمي في مختلف شؤون وقضايا التراث، وأن ما يجمعنا كبشر في كل الحضارات والثقافات كثير جداً، ويستوجب التركيز عليه والاحتفاء به".

كورونا والتراث ضمن محاضرة "جهود رائدة في حماية التراث الثقافي"

أكد المسلم أن كورونا وتبعاتها أحدثت تأثيرات في التراث وعليه، فقد أثرت على بعض العادات والتقاليد، كما أحدثت أساليب جديدة يجب أن توثق، فكثير من العادات والتقاليد كالتحية مثلاً انتهت في زمن كورونا، والتحية بالأنف أصبحت خطرة، وكذلك موضوع المجالس والأواني والمقتينات، وكثير من الأمور تأثر بها التراث بسبب الظروف الاستثنائية الراهنة.

وتابع: أما التاُثير على الفعل المؤسسي للتراث، فكما نرى، لا مؤتمرات ولا دعوات ولا لقاءات ولا سفر للمشاركة في فعاليات، كما كان المشهد والفعل قبل كورونا، ومع ذلك فقد جاءت المنصات الإلكترونية والافتراضية لتحل محل اللقاءات المباشرة، لكن ما ينقص تلك المنصات أنها بلا روح وبلا مشاعر، مثل الوجود الحقيقي، المنصات الافتراضية تقتل أحياناً هذا الوصال والتفاعل، لكن إيجابياً لا زلنا نتواصل ونؤدي مهماتنا، والأجمل هنا يمكن أن نتواصل بزينا الشعبي، كما أن بالإمكان المشاركة في أكثر من حدث أو فعالية عن بعد، حيث أنارت كورونا أبصارنا إلى حلول وبدائل عدة. 

من جانبه، أعرب الدكتور مصطفى جاد، عن شكره وتقديره لمعهد الشارقة للتراث وجهوده في صون التراث وحفظه ونقله للأجيال، فهو المؤسسة العربية اللامعة في حفظ التراث، لافتاً إلى أن اهتمام المعهد في موضوعات التراث يحفز الباحثين والمختصين ويمدهم بقوة جديدة تشجيعية، حيث يجعلنا كمختصين وباحثين معنيين بالاستفادة القصوى من التراث ومتابعته من الناحية الاقتصادية المرتبطة بالتراث، إذ نؤكد على الجميع بأن التراث ليس فقط ذكرى، بل مسألة اقتصادية تنموية، وفيه مشاريع تنموية عديدة.

وأشار إلى أن التحدي الحقيقي محليا وعربياً هي ملايين المعلومات والأرشيفات المتفرقة والعناصر التي تحتاج إلى جمع وفهرسة، مادة معرفية ضخمة جداً، لم يبخل المعهد أبداً في دعم مكنز التراث الثقافي غير المادي، فقدم مادة علمية غير مسبوقة، وعمل على تجميع كل الخبراء العرب من خلال لقاءات وورش كبرى ونقاشات ومتابعات عميقة.

ولفت إلى أن لدينا تراث كبير وعريق، ويقوم معهد الشارقة للتراث بمهمات كبرى في هذا الشأن، خصوصاً فيما يتعلق بمشروع المكنز إلكترونياً، وهو عندما يكتمل سيكون نقلة نوعية كبرى، كما أن أهمية المكنز كمشروع ذات قيمة كبرى إذ انتقلنا معه وبه إلى أبحاث ودراسات ورسائل ماجستير ودكتوراه، وكذلك برامج تلفزيونية.

"أهمية صون المواقع التراثية" 

برعاية الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة كلباء، نظم معهد الشارقة للتراث فرع كلباء، محاضرة بعنوان "أهمية صون المواقع التراثية والمحافظة عليها" في مقر المعهد بكلباء، تحدث فيها الدكتور سعيد مبارك الحداد، مدير معهد الشارقة للتراث في كلباء، بحضور الدكتور سليمان عبد الله سرحان الزعابي، رئيس المجلس البلدي بمدينة كلباء، وعدد من مديري الدوائر والمؤسسات الحكومية في المدينة، بالإضافة إلى المهتمين في التراث، حيث أدارت الندوة هنادي درويش الخوري، منسق القسم التراثي بمعهد الشارقة فرع كلباء.

وتحدث الدكتور الحداد عن المواقع التراثية وصونها والمحافظة عليها، والتي وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سُلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة بضرورة المحافظة عليها، والتأكيد على مواقعها وأماكنها، مؤكداً أن التنسيق والتعاون قائم مع البلدية والمجلس البلدي والتخطيط في مدينة كلباء فيما يتعلق بهذا الأمر. موجهاً رسالة إلى الجيل الجديد للاهتمام بتراثه وموروثه.

وأشار إلى أن مدينة كلباء تمتلك تراثاً غنياً ومواقع أثرية مختلفة ومتنوعة، وهي بحاجة إلى من يصونها ويحافظ عليها من هذا الجيل، كما فعل الآباء والأجداد، وهذا يتطلب جهوداً كبيرة من الجميع. ولفت إلى أن المحاضرة خرجت بعدد من التوصيات، من أبرزها التأكيد على تعريف هذا الجيل بتراثه، والتأكيد على ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات بشكل مستمر.

تعزيز الاهتمام بالتراث وصونه

ومن جانبه، قال هاشم محمد البيرق، نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، لقد سعدنا بحضور هذه المحاضرة لمعهد الشارقة للتراث فرع كلباء، وجاءت المحاضرة قيمة جداً، خصوصاً أن الدكتور الحداد عرج بنا إلى الكثير من المعلومات القيمة حول التراث وصونه والمسؤوليات الاجتماعية والوطنية لكافة أفراد المجتمع والمعنيين بصون هذا التراث، فتعزيز الاهتمام بالتراث وصونه هي مهمة الجميع.

التسميات القديمة لمناطق مدينة كلباء

من جانبه، قال الدكتور سليمان سرحان الزعابي، رئيس المجلس البلدي في مدينة كلباء، إن الدكتور سعيد الحداد تناول في محاضرته الحديث عن المراكز التراثية التي تحتاج إلى صون واهتمام، خصوصاً أنها مواقع أثرية تحتاج إلى رعاية خاصة من قبل المسؤولين.

وأشار إلى أن هناك مسميات أخرى كثيرة لا يذكرها أحد الآن، ومن هنا جاءت مداخلتي حول هذا الأمر، من أجل الاهتمام بهذا الموضوع، والاهتمام بالتسميات القديمة لمناطق مدينة كلباء، وكذلك ضرورة الاهتمام بالحياة القديمة والأدوات المستخدمة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والحياة التجارية في الماضي، فالتراث جزء لا يتجزأ من حضارتنا ومن تاريخنا ومستقبلنا.

تدوين التراث والعمل البحثي

بدوره، تحدث الدكتور علي الزعابي، نائب مساعد مدير جامعة الشارقة لشؤون الفروع في مدينة كلباء، عن هذه المحاضرة، قائلاً: كانت أمسية جميلة ورائعة من قبل الدكتور سعيد الحداد في يوم التراث العالمي، وقد طوًف بنا حول مفهوم التراث والبعد التاريخي، كما ركز في محاضرته وطرحه على الأمور التي تخص مدينة كلباء، سواء كانت أثرية أو ما يخص المواقع وما فيها من إرث تاريخي، وضرورة الاعتناء بها من قبل المؤسسات العامة ومن قبل الأجيال القادمة.

وأضاف: إن المداخلات جميعها أثرت المحاضرة، وأنا شخصياً تداخلت في مسألة مهمة جداً، ألا وهي التوثيق والتدوين، ووفق توجيهات سامية من صاحب السمو حاكم الشارقة، حفظه الله، حول الاهتمام بالجانب البحثي، خصوصاً أن لدينا في الجامعة استراتيجية معتمدة بأن يكون للمحور البحثي دلالة خاصة، وبالطبع هذا أيضاً شأن معهد الشارقة للتراث، كما أن لدينا في كلية الآداب مسار هو مسار التاريخ، وأيضاً فيما يتعلق بالإرشاد السياحي، وبالتالي سيكون هناك تعاون ثري سواء لطلبتنا من خلال مشاريع تخرجهم أو من خلال الناحية البحثية.

 محاضرة افتراضية بالتعاون مع نادي الذيد الثقافي الرياضي

نظم معهد الشارقة للتراث فرع الذيد بالتعاون مع نادي الذيد الثقافي الرياضي، محاضرة افتراضية عبر منصة "زوم"، بعنوان "القهوة العربية في التراث العالمي"، تحدث فيها الدكتور سالم زايد الطنيجي، رئيس مجلس ضاحية البستان، والوالد سيف الدهماني سفير القهوة العربية، وأدارها الإعلامي إسلام الشيوي.

وقال الدكتور سالم زايد الطنيجي، إن القهوة العربية هي مشروب العرب وبقية الأجناس في كاقة أصقاع المعمورة، وكل له طريقته ونكهته وأسلوبه في صنعها وتحضيرها وإعدادها، وحتى طريقة تناولها، والإضافات عليها كالزعفران والقرنفل وغيرهما. 

وتطرق الطنيجي إلى كيفية إعداد القهوة وتحضيرها، وكذلك تناول تاريخها ومن أين جاءت، لافتاً إلى أن أول ما عرفت القهوة في إثيوبيا في مقاطعة كافا، حيث القصة الشهيرة لأحد رعاة الأغنام الذي لاحظ حيوية ونشاط الأغنام بعد تناولها لأوراق شجرة البن هناك، ومن ثم انتقلت القهوة إلى اليمن ومنها إلى شبه الجزيرة العربية، وبعد ذلك إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا. 

وتابع: هي موجودة في شتى بلدان العالم، ومعروفة في البرازيل وكولوميبا وغيرهما، وهي من المشروبات الصحية ذات الفوائد المتعددة، وتحسن مستويات الطاقة والنشاط والذكاء، كما أن لها دوراً كبيراً في تقليل الشعور بالتعب، وتعمل على تحفيز الخلايا العصبية، وتحفيز حرق الدهون، وتقلل من الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ومن الإصابة بالزهايمر، وتساعد على الوقاية من التليف الكبدي. 

ومن جانبه، أكد الوالد سيف راشد الدهماني، خبير التراث وسفير القهوة العربية، أن القهوة العربية هي رمز للضيافة والكرم، ولها تاريخ وكيان في الإمارات. وتطرق إلى دلال القهوة وأنواعها وتصنيفاتها ووظيفتها، منها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، ولفت إلى أن دلة الإمارات موجودة على الدرهم الإماراتي.

أنواع الدلال

تحدث الدهماني عن ٧ أنواع من الدلال العربية، منها الدلة الفلاحية، التي صنعت في عهد قبيلة بوفلاح في عصر الشيخ زايد الأول، وقد رسمت في الآونة الأخيرة نظراً لأهميتها وتقدير الإماراتيين لها على عملة الدرهم الإماراتي، والدلة الحساوية، نسبة إلى منطقة الإحساء في السعودية، والدلة القريشية نسبة إلى قبيلة قريش وتصنع في السعودية، والدلة الحايلية نسبة إلى مدينة حائل بالسعودية، ودلة رسلان التي سميت على اسم صانعها من بلاد الشام، ودلة الصلاحية التي تصنع بالشام أيضاً، والدلة البغدادية في العراق.

وفي نهاية المحاضرة كرم مدير معهد الشارقة للتراث فرع الذيد، محمد سالم بن هويدن، المتحدثين. 

إلى ذلك، يوم التراث العالمي هو يوم تحتفل به العديد من دول العالم، وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به كل عام، ويتم برعاية منظمة اليونيسكو ومنظمة التراث العالمي، من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972، وتصنف الاتفاقية التراث الإنساني إلى صنفين أو نوعين، هما النوع الثقافي، ويشمل الآثار والأعمال المعمارية والمجمعات العمرانية والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية. والنوع الطبيعي ويشمل المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية.

اتصل بنا
الرجاء إدخال بياناتك الشخصية
اسمحوا لنا أن نعرف ملاحظاتك
إلزامية الأحمر باللون الحقول