أوصت جلسات اليوم الأول والثاني من الملتقى الأسري السابع عشر الذي تنظمه إدارة مراكز التنمية الأسرية إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تحت شعار /بيت وسكن 2021..
الرقمنة أسلوب حياة / بالعمل على إعداد دراسات وبحوث لتحليل الفجوة الثقافية بين الأجيال /الآباء،والأبناء، والأحفاد/ بهدف ردم هذه الفجوة ورصد كافة التحديات وتأثيرها على الثقافة العربية والإسلامية إلى جانب توحيد الجهود بين المنزل والمدرسة لتعزيز جودة الحياة الرقمية الآمنة للنشء الجديد مدعومة بالموروث الثقافي لدولة الإمارات وبما يتناسب مع الخمسين عامة القادمة.
كما دعا الملتقى الذي شهد مشاركة واسعة من أفراد المجتمع إلى ضرورة تأكيد قيم الموروث الثقافي التي تعمل على تحقيق الانسجام والوئام في المجتمع من خلال تعزيز دور الأسرة والمؤسسات التعليمية ورصد المؤثرين في تضخم المخاطر الثقافية كالتأثير السلبي لبعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في التنشئة الاجتماعية وخاصة على النشء والشباب الأكثر استخداماً لها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمعالجة تلك المخاطر وتطوير بيئة التعليم المؤسسي بما يحقق تقدماً في إنتاج الحضارة وتعزيز ثقافة التهذيب الإيجابي داخل الأسرة الإماراتية لما لهذه الثقافة من تأثيرات إيجابية على نفسية الأبناء طيلة فترات حياتهم والدعوة لعقد مؤتمر سنوي لدراسة الحالة الثقافية العامة داخل المجتمع ومناقشة الآثار الثقافية المستحدثة بفعل عمليات التواصل الثقافي العالمي وعقد المزيد من المؤتمرات والندوات العلمية المعنية بآليات التصحيح القّيمي لدى النشء والشباب في البيئة العربية.
كما تضمنت توصيات الملتقى الأسري السابع عشر العمل على تعزيز عملية الإثراء الثقافي وتوفير آليات لدعم التواصل الثقافي بين المجموعات الاجتماعية داخل المجتمع وتعزيز دور الدولة في صياغة القوانين المنظمة لعمليات حماية التراث الثقافي بالإضافة إلى تبني استراتيجيات تنفيذية فيما يخص مؤسسات التعليم ووسائل الإعلام بهدف ترسيخ عمليات قبول الآخر وحماية التراث الثقافي مع العمل على إعادة إنتاجه بشكل محدث يلائم السطوة الحداثية المعاصرة إلى جانب إجراء المزيد من البحوث والدراسات العلمية المعنية بالبناء القيمي وتأثيراتها على الأسرة العربية في ظل التنامي المتزايد لارتياد الأفراد لمواقع التواصل الاجتماعي والعمل على إدماج قضايا التأثيرات القيمية ومخاطر شبكات التواصل الاجتماعي وآليات التعامل معها ضمن الخطط البحثية للجامعات والمعاهد البحثية بدولة الإمارات.
كما أوصى الملتقى بضرورة تضافر جهود جميع وسائل التنشئة الاجتماعية ومنها الأسرة ووسائل الإعلام إلى ممارسة القيم المجتمعية الصحيحة حيث تتحول هذه الوسائل المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية إلى وسيلة عملية لتطبيق القيم والعمل على إيجاد آلية تحرص من خلالها مؤسسات التنشئة المختلفة وخاصة الجهات التعليمية منها بتنمية التفكير الناقد لدى الأبناء إلى جانب رسم خارطة القيم المجتمعية والأسرية والسعي لتحقيقها داخل مجتمع الإمارات على أن تتبني صياغة هذه الخريطة الجهات المعنية بالمجتمع الإماراتي بمشاركة مجتمعية من الأهالي والمواطنين.
وأعربت سعادة موضي بنت محمد الشامسي رئيس إدارة مراكز التنمية الأسرية رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى عن سعادتها بالنجاح الذي حققه الملتقى في أيامه الأولى والذي تمثل بمشاركة واسعة من المؤسسات الاجتماعية المحلية والإقليمية والمتحدثين والخبراء والمختصين ليرسخ مكانته كمنصة اجتماعية محلية وإقليمية هدفها الارتقاء بالأفراد والأسرة والمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة والشاملة مشيرة إلى أن الملتقى تمكن من الخروج بتوصيات مهمة تعزز من إمكانيات الأسرة على مواجهة تحديات الحياة الرقمية وتدعم الجهود المحلية في سعيها نحو تعزيز تماسك الأسرة وحمايتها من كافة التحديات وخلق بيئة اجتماعية معززة لاستقرارها ولا سيما أن الجهات الحكومية المشاركة أكدت عزمها على اعتماد هذه التوصيات وتطبيقها على أرض الواقع ومن أبرزها القيادة العامة لشرطة الشارقة التي أعربت عن حرصها على دعم كافة مخرجات وتوصيات الملتقى متوجهة بالشكر إلى كافة الشركاء الاستراتيجيين والجهات الرسمية والخاصة التي شاركت في الملتقى وجميع المتحدثين والخبراء وأعضاء اللجنة العلمية على جهودهم الكبيرة وحرصهم الشديد على المساهمة الفاعلة بهدف إنجاح الملتقى وتحقيق مستهدفاته.
ويواصل الملتقى الأسري الذي شهد في يوميه الأول والثاني عقد أربعة جلسات حوارية شملت 5 أوراق عمل فعاليته حتى 30 أكتوبر الجاري مقدماً حزمة من البرامج والأنشطة التوعوية والإرشادية والندوات التعريفية يسلط من خلالها الضوء على أهم مبادرات وبرامج إدارة مراكز التنمية الأسرية وأبرز إنجازات حملة "الوطن .. أسرة" 2020-2021 إلى جانب تنظيم ركن للاستشارات الأسرية المباشرة للجمهور وعقد سلسلة من النشاطات التثقيفية للأطفال ومن أبرزها ركن تحليل رسوم الأطفال وذلك بهدف الفهم الدقيق لسلوك الأطفال.