أطلقت الجامعة الأمريكية في الشارقة بالشراكة مع مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار مشروعا بحثيا تطبيقيا لحلول الطاقة المستدامة، لابتكار تقنيات جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يعتبر أحد أكثر التقنيات المستقبلية الواعدة.
ويعمل فريق من الباحثين من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا في برنامج العلوم وهندسة المواد على اجراء تجارب وأبحاث فريدة لتطوير تقنيات منخفضة التكاليف لإنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي، بالتحليل الكهربائي المباشر لمياه البحر، بالإضافة إلى قيامهم بأبحاث تستهدف إنتاج مواد جديدة ومتينة للمحللات الكهربائية، تساهم في خفض تكلفة هذه العمليات، وتطويرها لتحسين أداء أجهزة التحليل الكهربائي.
بالإضافة للعمل على ابتكار طرق أخرى لاستخدام الهيدروجين ووضع الحلول العملية لنقله،.
ويتمثل أحد الحلول المقترحة في تحويل الهيدروجين المنتج إلى وقود ومواد كيميائية، يمكن نقلها بسهولة أكبر، حيث يمكن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى جزيئات حاملة مثل الأمونيا والميثانول وحمض الفورميك ويبحث علماء الجامعة في إنتاج واستخدام مختلف الجزيئات الحاملة للهيدروجين في مجال الصناعة وتوليد الطاقة وتطبيقات النقل.
و قال حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: " ان هذا المشروع يأتي بهدف تحويل هذه البحوث والتجارب الى واقع تطبيقي من خلال تحقيق التكامل بين القطاع الأكاديمي والخاص برعاية حكومية، فهنالك الكثير من الأبحاث المتقدمة التي يقوم على تطويرها الباحثون في مختبرات الجامعة وفي العديد من القطاعات والاختصاصات ، ودورنا في المجمع هو إيجاد الآليات المناسبة لتطبيق تلك الأبحاث وتحويلها الى استثمارات، وهذا التعاون يترجم ذلك حيث نقوم بالترويج لهذه البحوث واجراء التواصل والمفاوضات المباشرة مع المستثمرين والشركات ورواد الأعمال، كما يمكننا ذلك من جلب الأبحاث المتخصصة من مختلف أنحاء العالم والحصول على مشاريع تجريبية والبدء في مرحلة الاختبارات على نطاق واسع ويمكن الطلبة والباحثين من الاستفادة منها.
وقال الدكتور محمود عنبتاوي، عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في الشارقة، يعمل الباحثون في الجامعة في مجالات بحثية متنوعة تتعلق بمواد الطاقة والبيئة والتي تتضمن التقنيات الخضراء، وأوضح الدكتور عنبتاوي أن هذه المساعي البحثية تسهم في تعزيز مساعي إمارة الشارقة ودولة الإمارات على التحرك قدما نحو اقتصاد قائم على المعرفة، والذي سيكون له تأثير إيجابي على تحسين نوعية الحياة بشكل عام.
ويسعى المجمع والجامعة الأمريكية لتوحيد جهودهم لمواكبة الجهود العالمية لمسار تحولات الطاقة وإطلاق الحلول الجديدة التي من شأنها تسريع استراتيجيات التنويع وإزالة الكربون من خلال وضع خطط ورؤى حول كيفية استجابة صناعة الطاقة للتحديات الناجمة عن جائحة «كوفيد-19»، وكيف تتكيف على نطاق أوسع في مواجهة تحولات الطاقة المتسارعة والطموحات العالمية المتزايدة لسلاسل القيمة المتكاملة للطاقة المستدامة والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.
وكان مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار اطلق في وقت سابق من العام الماضي "مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لابتكارات الطاقة"، بدعم من وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، بغرض تعزيز وتسريع منظومة الابتكار لزيادة الفُرص في قطاعات الطاقة النظيفة، وإزالة الكربون، والنفط والغاز ليعمل المركز على توسيع نطاق المشاريع التكنولوجية من خلال عدد من المبادرات كالمسرعات وبرنامج التعاون. إنّ مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لابتكارات الطاقة عبارة عن منصّة فريدة من نوعها تعزز مكانة الإمارات كمحور للابتكار. إنّ الشركاء والمساهمين في المركز هم شركات تنتمي إلى قطاع الطاقة والقطاعات المرتبطة بها. إنهم قادة للفكر، وستؤدي أعمالهم إلى نمو قطاع الطاقة".