أجمع خبراء ومسؤولون على أهمية فهم توجهات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي و انتهاج مزيد من الانفتاح على تلك الوسائل و توظيف مختصين بصناعة المحتوى ضمن فرق الاتصال الحكومي لإنتاج رسائل ذات فاعلية أقوى لمخاطبة المجتمع و الأجيال الجديدة التي تعتمد على وسائل الإعلام غير التقليدية.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الثانية "فاعلية الرسائل الاتصالية بين علم السلوك والبيانات الضخمة" ضمن الدورة العاشرة لمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021 التي أدارتها الروائية و الإعلامية السعودية بدرية البشر وشارك بها كل من معالي علي بن محمد الرميحي وزير الإعلام بمملكة البحرين و سعادة سعيد العطر رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات و سعادة محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات /وام/ وديفيد هلبرن الرئيس التنفيذي لفريق الرؤى السلوكية في المملكة المتحدة.
و حظي تعامل الحكومات مع أزمة كورونا إعلاميا باهتمام المتحدثين في الجلسة والذين أشاروا إلى ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من سرعة في نقل الرسائل إلى الجمهور المستهدف و دورها في نشر التوعية والرد على التضليل الإعلامي أثناء مواجهة الأزمة الصحية العالمية و ما صاحبها من إجراءات احترازية تطلبت رسائل اتصال حكومي فعالة ومؤثرة لإقناع الجمهور.
و نوه المشاركون إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت سلاحا ذا حدين فرغم أنها في بداية انتشار الوباء كادت أن تكون مصدرا لنشر المعلومات الخاطئة إلا أنها أسهمت بشكل فعال في نشر التوعية ونقلت رسائل الحكومات والجهات الصحية إلى المجتمعات وأحدثت تأثيرا إيجابيا.
و طالب المتحدثون بتوظيف مختصين بعلم السلوك في صياغة الرسائل الإعلامية وضرورة رفد فرق الاتصال الحكومي بخبراء في هذا الجانب وغيرهم من ذوي التخصصات التي يتطلبها الاتصال الحكومي في المستقبل لفهم اتجاهات و ميول الجمهور المستهدف .. مشيرين إلى أن الجمهور بات وعيه يتشكل بشكل فردي تبعا لتفضيلات كل شخص و طبيعة اهتماماته على الإنترنت وما تقترحه عليه المنصات المختلفة بناء على تلك التفضيلات.
و أكد المتحدثون حاجة فرق الاتصال الحكومي إلى الإلمام بالجوانب التقنية المختلفة ذات الصلة بوسائل التواصل الاجتماعي وما تتطلبه من فهم لآلية عملها على مستوى الخوارزميات التي تتحكم في الإبقاء على المحتوى في الواجهة على اعتبار أن استخدام هذه الوسائل لإيصال الرسائل إلى الجمهور بات يمثل نقلة نوعية في شكل وصياغة مضمون المحتوى ليناسب الأدوات الجديدة و ليس مجرد نقل للمحتوى الذي كان ملائما في السابق و يتناسب مع الإعلام التقليدي.
وخلص المشاركون في الجلسة إلى ضرورة الاستعانة بالمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للوصول برسائل الاتصال إلى جمهور أوسع وتغيير لغة الرسائل وأسلوب الخطاب على الحسابات الرسمية للجهات الحكومية بهدف مخاطبة الجمهور العريض والوصول إلى شريحة الشباب عبر مداخل مناسبة تحقق للرسائل الاتصالية فاعلية أكبر.