أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن ظهور العديد من وسائل وأشكال الإعلام الجديد يصب في مصلحة تطور القطاع الإعلامي في الدولة، مشيراً إلى ضرورة تطوير هذه الوسائل وتنظيمها بما يحسن من دورها الإعلامي.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه اليوم فعاليات الدورة الأولى لملتقى الشبكات الإخبارية المحلية الذي ينظمه الموقع الإلكتروني الإخباري "الشارقة 24"، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة تحت شعار "الدور والتأثير" بحضور ومشاركة مجموعة واسعة من صناع القرار في المؤسسات الإعلامية ومؤسسي ورؤساء الشبكات الإخبارية المحلية في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ومجموعة من الأكاديميين وطلبة كليات الإعلام في الدولة.
وأشار سموه إلى أن الملتقى يضع اللبنة الأولى للعمل على تطوير الشبكات الإخبارية المحلية من خلال معرفة الأخطاء والتحديات والعمل على وضع حلول بناءة للتكامل مع مختلف الوسائل الإعلامية.
وشدد سمو نائب حاكم الشارقة على دور التشريعات القانونية التي تنظم عمل الشبكات الإخبارية مع ضرورة تطوير وتأهيل أصحابها والعاملين فيها بالورش والدورات التدريبية المهنية المقرونة بآليات إصدار التراخيص.
وأوضح سموه أن العمل على تطوير الشبكات الإخبارية يأتي لما لها من تأثير كبير على المجتمع ككل وليس على مستوى فردي أو شخصي، الأمر الذي يؤثر على كيان ومبادئ وأخلاقيات المجتمعات.
ولفت سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام إلى أن الوسائل الإعلامية والشبكات تعمل على تحقيق عوائد مادية ولكن يجب أن تكون متوافقة مع أخلاقيات المهنة، وعدم التركيز المادي على حساب المحتوى الإعلامي.
وكان الملتقى بدأ بكلمة طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة التي رحب خلالها بالحضور، مشيراً إلى أن الملتقى يأتي ضمن أهداف المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة الرامية إلى دعم القطاع الإعلامي في الدولة، واستكمال الجهود المحلية في تعزيز المنظومة الإعلامية وتطويرها على اختلاف أساليبها ومنافذها.
وتناول علاي في كلمته إحصائيات وأرقام تدل على أهمية وقيمة المدّ الرقمي في شبكة الإنترنت، وقدرته في التأثير وتشكيل الرأي العام، وقال " مع تزايد استخدام الإنترنت وما رافقه من تصاعد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إذ تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نسبة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي النشطين في العالم تعادل 53.6 % فيما وصلت نسبة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من سكان الإمارات إلى 99% بحيث يتواجدون على المنصات الاجتماعية بمعدل ساعتين و55 دقيقة يومياً، فيما يقضون ساعة و57 دقيقة يومياً، في قراءة الأخبار من المواقع والمنصات والصحف، الأمر الذي يحتّم الإسراع في مراجعة الآلة الإعلامية الحديثة ليكون التنافس قائماً على القيم الإعلامية".
واختتم مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كلمته بالتأكيد على أهمية دور هذه الشبكات في صناعة الإعلام المسؤول المواكب للتطورات مع تحري المزيد من الحكمة والدراية والمعرفة والتكامل بين مختلف الأطراف الإعلامية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أشارت فاطمة إبراهيم رئيسة تحرير موقع الشارقة 24 الإلكتروني، إلى أن العالم اليوم يشهد تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام أحدثت في السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة في أساليب إنتاج وتوزيع وتلقي المعلومات، من أهمها التحول من وسائل الاتصال الجماهيري ذات الاتجاه الواحد، والمحتوى المتجانس، إلى تقنيات الاتصال التفاعلية ذات الاتجاهين والمضامين المتعددة، وظهر مصطلح "الإعلام الجديد" للتعبير عن هذه الظواهر الجديدة.
وحول أهداف الملتقى قالت " يسعى ملتقى الشبكات الإخبارية المحلية إلى سبر أغوار هذا العالم المتشابك من خلال الإجابة على محاور الملتقى التي تبحث في أدوار ومستقبل هذه الشبكات ضمن جدلية المصداقية والآنية في الإعلام الجديد، وكذلك معضلة الإعلام الوطني ومعادلتي الشفافية والحقيقة، والوقوف على الإشكاليات التي تفرزها الشبكات الإخبارية والتحديات التي تواجهها".
وناقش الملتقى الذي يعد أول تجمع من نوعه على المستوى المحلي عدداً من الموضوعات المعنية بخدمات الشبكات الإخبارية من حيث صناعة الأخبار ومفاهيم صحافة المواطن والإمكانيات والتأثير، بالإضافة إلى الوقوف على واقع الشبكات الإخبارية ومستقبلها وفرص التطوير المتاحة أمامها.
ومن خلال جلستيه التي حملتا عنوان "الشبكات الإخبارية مبادرات فردية وتأثيرات مجتمعية" "الشبكات الإخبارية المحلية .. الواقع والمستقبل"، ناقش المشاركون مختلف الجوانب المعنية بمحاور الجلسات، حيث أكد المشاركون ضرورة مواكبة التطور الكبير الذي يشهده الإعلام نتيجة الثورة الرقمية والتقنية التي ساهمت في ظهور العديد من أشكال الإعلام الجديد من خلال التشريعات القانونية التي تواكب المجالات الحديثة، والرادعة للاستخدام السيء لوسائل الإعلام والشبكات الإخبارية.
كما أشار المشاركون إلى أهمية تحديد مصطلحات وتعريفات دقيقة للوسائل الحديثة من الشبكات الإخبارية والأفراد الفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي، مشددين على ضرورة احتواء الوسائل الحديثة وتوجيهها بما يجعلها وسائل فاعلة تتسم بالحرفية والمهنية والمصداقية وتدعم العمل الإعلامي الوطني من خلال محتواها، وأشادوا بتعامل عدد من الشبكات الإخبارية مع الأحداث واتباعها الأساليب الإعلامية المهنية.
وأكد المشاركون ضرورة الالتزام بالأخلاقيات المهنية في كافة الشبكات والوسائل الحديثة مع عمل الجهات المختصة في التوعية بالأخلاقيات والقيام بدورات وورش تخصصية ومهنية.