أطلق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار برنامجا تدريبياً خاصاً لتأهيل المهندسين الإماراتيين الشباب بتخصصات مختلفة ضمن ما يطلق عليه بالتصنيع المضاف لتمكينهم من التعامل والتكيف والانخراط بالتطبيق العملي للعديد من الصناعات ذات التقنيات المتقدمة لتكوين جيل جديد من رواد الأعمال الصناعيين من المهندسين المهرة والمحترفين في عدد من التخصصات الهندسية المستقبلية.
يأتي البرنامج لتعزيز الابتكار في عدد من القطاعات المتمثلة بتقنيات المركبات ذاتية القيادة وقطاع النفط والغاز والعلوم الطبية والتصنيع الذكي وغيرها من الصناعات التي شهدت تغيرات عالمية وذلك إدراكا لحقيقة أن التصنيع المضاف أو الطباعة ثلاثية الأبعاد تمكن من إبراز ملامح "الثورة الصناعية الرابعة" .
وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب و صناعة أجزاء من مواد مختلفة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة ثم تركيبها مع بعضها البعض وهي إحدى تقنيات التصنيع حيث يتم تصنيع القطع عن طريق تقسيم التصاميم ثلاثية الأبعاد لها إلى طبقات صغيرة للغاية باستخدام البرامج الحاسوبية ومن ثم يتم تصنيعها باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد عبر طباعة طبقة فوق الأخرى حتى يتكون الشكل النهائي.
وقد تم اختيار المشاركين في البرنامج من مختلف الجامعات والكليات في الإمارات ممن لديهم خلفية ومؤهلات أكاديمية في الهندسة ومن خلال البرنامج يستكشف المنتسبون مهارات مختلفة منها / تصميم المنتج والتطوير وتصميم وتنفيذ النماذج الأولية والتصنيع الإضافي باستخدام مجموعة واسعة من الآلات والماكينات الصناعية الأكثر تقدمًا على الصعيد التقني/.
كما سيحصل المنتسبون أيضًا على فرصة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات ووجهات النظر مع الخبراء المتخصصين والعاملين في هذه المجالات والعمل على العديد من المشاريع الجديدة والمبتكرة لاستكشاف تطبيق التقنيات الجديدة بالإضافة لاستكشاف موضوعات جديدة وتعلم مهارات مستقبلية مبتكرة لتجربة العديد من المعدات عالية التقنية وورش عمل متخصصة بعمليات التصميم لتشكيل منتجات مبتكرة وتطوير المهارات في عدة مجالات: القطع بالليزر والروبوتات المركبات ذاتية القيادة و التكنولوجيا الخضراء كما سيتم تدريب المنتسبين على العمل في فرق باستخدام الإبداع في استكشاف وحل المشكلات التي يمكن أن تحدث فرقا في العالم.
ويقام هذا البرنامج في مختبر الشارقة المفتوح للابتكار/SoiLAB/ بالتزامن مع افتتاح المقر الرئيسي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الذي تم تصميمه وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية المتبعة في بناء مجمعات التكنولوجيا العصرية حيث تم اطلاق مركز اختبار الشرق الأوسط للتصنيع الذكي أو ما يطلق عليه بالتصنيع المضاف كما تم إطلاق أول منشأة تجارية للطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد في الشارقة بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية عبر التصنيع المضاف للتطبيقات الصناعية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
كما تم إطلاق مركز الأعمال التابع للمجمع "Maker Space" والذي أطلق عليه "مختبر الشارقة المفتوح للابتكار - SOILAB" كأول حاضنة للشركات الناشئة والأعمال الابتكارية في الشارقة ليكون بمثابة بيئة ملائمة للإبداع والابتكار من خلال توفيره لمساحة تسمح لمجتمع الممارسين بتبادل المواد وتعلم مهارات جديدة والتركيز على إشراك المشاركين في محتوى التعلم وهي وسيلة من شأنها أن تسمح للمدارس والجامعات بأن تكون جزءا من هذا المشروع.
وحول هذا البرنامج ..قال سعادة حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار : يأتي هذا البرنامج ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتوفير بيئة ملائمة للإبداع والابتكار وتطوير المهارات للباحثين والمبتكرين من الشباب المواطنين بمختلف الاختصاصات عن طريق إيجاد مجمع جاذب ومستدام ودعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار للارتقاء بمكانة الدولة كوجهة عالمية في مجالات البحوث والتكنولوجيا من خلال الربط بين جهود مؤسسات القطاع الخاص والهيئات حكومية والمؤسسات الأكاديمية لدعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية ودعم توجهات الدولة نحو اقتصاد المعرفة.
ووجه المحمودي دعوة مفتوحة للشباب المواطنين الخريجين بتخصصات هندسية وعلوم صناعية مختلفة دعاهم من خلالها للمبادرة في الالتحاق بهذه البرامج التأهيلية ليتسنى لهم الاطلاع على تقنيات وصناعات المستقبل من خلال ما يقدمه المختبر من تقنيات صناعية متطورة تمثل مفردات الثورة الصناعية الرابعة.
وقال : يعد تطوير رأس المال البشري أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ونحن فخورون بأن نقدم للإمارات الجيل القادم من المتخصصين والمحترفين بالتصنيع الإضافي وخبراء التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد فهذا البرنامج الذي نطلقه جاء لتطوير ورعاية المهندسين الإماراتيين الشباب وجعلهم مستعدين ليكونوا قادة ورواد أعمال صناعيين مهرة ومتخصصين محترفين في المستقبل ..مؤكدا أن الشارقة هي حاضنة للكم الأكبر من الصناعات في الدولة لذا كان لابد من العمل على تطوير منظومة تقنية لدعم هذا القطاع الحيوي والإعداد للتحولات الذكية والجاهزية للإستفادة منها بالطريقة المثلى لتكون الإمارة من خلال مجمع الشارقة للبحوث مركز إختبار فاعلا لتجربة وتطبيق التكنولوجيا ومركزا محوريا لشبكة عالمية من المطورين والباحثين لدعم القطاع الصناعي والانتقال به الى صناعة مستقبلية.