انطلاقاً من حرصه على نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية وتعزيز تنفيذ الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، استعرض مصرف الشارقة الإسلامي مؤخراً تجربته في العمل المجتمعي من خلال "منصة غرفة الشارقة للمسؤولية المجتمعية" التي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، بهدف تحفيز الممارسات المستدامة في بيئة الأعمال بالإمارة، عبر ترسيخ ورفع مستوى الوعي بمفهوم المسؤولية المجتمعية وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة في هذا المجال.
وتحدث جاسم البلوشي، رئيس التميّز المؤسسي في مصرف الشارقة الإسلامي، خلال مشاركته في حفل إطلاق المنصة الذي أقيم عن بُعد من خلال تقنية الاتصال المرئي مؤخراً، عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في المسؤولية المجتمعية، وإدراجها ضمن الأجندة الوطنية للدولة، متناولاً رؤية المصرف للمسؤولية المجتمعية ومساهماته الفاعلة في أداء دوره الاجتماعي إلى جانب دوره الاقتصادي في تحقيق التنمية.
المسؤولية المجتمعية مطلباً اجتماعياً وحاجة إنسانية
وقال البلوشي: "أصبحت المسؤولية المجتمعية اليوم مطلباً اجتماعياً وحاجة إنسانية، لذلك لم تتوقف مساعي دولة الإمارات عن إحداث تحول اجتماعي وإطلاق مبادرات تنموية واسعة التأثير على مستوى العالم. وبفضل توافق الأجندة الوطنية مع المسؤولية المجتمعية، أصبحت الإمارات من أكثر الدول عطاءً على مستوى العالم، وهو ما ينعكس على كافة المؤسسات في الدولة التي تتسابق على تحسين حياة الناس والقضايا المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة".
المسؤولية المجتمعية خفّضت وفيات السرطان
وكمثال على التوافق بين الأجندة الوطنية والمسؤولية المجتمعية، أكد البلوشي أن الدولة تسعى في أجندتها الوطنية إلى ترسيخ الجانب الوقائي وتطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، ولذلك سعت إلى تخفيض معدلات وفيات السرطان إلى 18.6%، وحرص المصرف على المساهمة في تحقيق هذا الهدف من خلال إطلاق ودعم العديد من المبادرات الصحية والتوعوية بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والقافلة الوردية، ومدينة الشارقة الصحية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، لتوعية المجتمع بالسرطان، وهو ما أسهم في انخفاض حالات الوفاة بين المصابين بالسرطان من 40 حالة لكل 100 ألف نسمة إلى 27 حالة.
وأشار البلوشي إلى أن المسؤولية المجتمعية تعد من متطلبات الحياة المعاصرة، التي تتسم بالتنمية والتطور السريع في كل المجالات، ولا يمكن تحقيق أهداف الخطط والمشاريع التنموية من دون المشاركة المجتمعية الفعّالة، لافتاً إلى أن المصرف يحرص على الالتزام بمسؤوليته تجاه المجتمع، من خلال دعم المبادرات والأنشطة والمؤسسات التطوعية، وذلك تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة، بضرورة التزام الجهات الخاصة والحكومية بمسؤولياتها المجتمعية وتوفير كل المقومات اللازمة لنجاح الأعمال والمبادرات التطوعية.
منهجية العائد على الاستثمار المجتمعي
ولفت رئيس التميّز المؤسسي في مصرف الشارقة الإسلامي إلى أن المصرف يتبع منهجية العائد على الاستثمار المجتمعي لتقييم وقياس أثر الرعايات والمبادرات الاجتماعية، والقيمة المالية المضافة التي تقوم على مبادئ معينة مثل القيمة البيئية والاجتماعية التي لا تعكسها الحسابات المالية التقليدية الحالية، مبدياً استعداد مصرف الشارقة الإسلامي لمشاركة هذه المنهجية وطريقة احتسابها مع جميع المؤسسات الحكومية الخاصة الراغبة في تعزيز الأثر الإيجابي لمبادراتها بين أفراد المجتمع.
وتعد المسؤولية المجتمعية جزءاً أصيلاً في عمل مصرف الشارقة الإسلامي، حيث ترتسم ملامحها في ثلاثة أطر رئيسية: إطار مهني مرتبط بانعكاسات مهنة المصرفية الإسلامية، وإطار خيري مرتبط بالدعم والمساعدات الخيرية، إضافة إلى الإطار المنهجي المرتبط بالدعم المجتمعي المنظم لأنشطة وفعاليات وبرامج المجتمع.
مساعدات خيرية ورعايات مجتمعية
وضمن الإطار المهني، يعمل المصرف على تعزيز مفاهيم العدالة والمساوة والتكافل الاجتماعي، وبث مفاهيم التعامل بشفافية والوضوح بعيداً عن الجهالة والغرر، وترسيخ مفهوم الشراكة مع المتعاملين مع تحمل جزء من أي خسارة أو ضرر أو مخاطر، وتشجيع التعامل بالأصول، والاستثمار، واستثمار الثروات لتنمية المجتمع.
أما في الإطار الخيري، فيعمل المصرف من خلال مصارف الزكاة، على تطبيق فريضة الزكاة بشكل سنوي بعد قيام هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بمراجعة حساب الزكاة السنوي الواجب إخراجه من المصرف وإقرار مصارف الزكاة السنوية، وكذلك إخطار المساهمين بشكل فردي بمقدار الزكاة الواجب عن أرباح كل مساهم. وأيضاً من خلال مصارف الصدقات، يخصص المصرف أموالاً محددة لدعم منظمات النفع العام، ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي الإطار المنهجي (الشراكة المجتمعية) يقدم مصرف الشارقة الإسلامي مبادرات الشراكة والدعم والرعاية للقطاع الحكومي، سواءً للهيئات الاتحادية أو للمؤسسات المحلية، وكذلك القطاع التعليمي مثل الجامعات والكليات والمدارس، كما يرعى المصرف العديد من الفعاليات والمنافسات والبطولات، ويدعم مشاركات الموظفين في خدمة المجتمع.
صقل مهارات الموظفين لخدمة المجتمع
وخلال فترة كورونا، تفاعل المصرف مع الجائحة من خلال دعم مبادرة هيئة الشارقة للتعليم الخاص لتوفير مستلزمات التعليم عن بعد لأبناء الأسر المتعففة، كما أطلق المصرف المبادرة المجتمعية الرمضانية "ميرك عند باب بيتك"، التي قدمت المير الرمضاني لـ 4000 أسرة متضررة من تداعيات الجائحة، بالتنسيق مع جمعية الشارقة الخيرية. وحرص المصرف على إشراك موظفيه في تنظيم العديد من الفعاليات المجتمعية الهادفة مع مراعاة الاجراءات الاحترازية مثل الاحتفال بيوم العلم واليوم الوطني، والمسابقة السنوية للموظفين "ماراثون المعرفة"، حيث أسهمت تلك الفعاليات بصقل مهارات الموظفين في مجال العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
ويحرص مصرف الشارقة الإسلامي على المحافظة على أعلى مستوى من خدمة العملاء، وعلى تحقيق قيمة مضافة لمنتجاته من خلال وجود فريق متخصص، يلبي احتياجات العملاء المختلفة في كل مكان وفي أي وقت، إضافة إلى توفير كافة الخدمات المصرفية العالمية والتسهيلات، التي صُمِّمت لتلبية مُتطلَّبات قاعدة عُملاء التجزئة والشركات خلال الفترة الحالية لدعم جهود الدولة لاحتواء فيروس كورونا تحت شعار "نلتزم لننتصر"، وتماشياً مع رؤية الإمارات 2021 الرامية للوصول إلى اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار، وضمن استراتيجية المصرف في مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية، واستخدام أحدث التقنيات الرقمية في العمل المصرفي المعتمدة عالمياً.