أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اليوم عن اعتماد حلول تقنية متقدمة لتوحيد ومواءمة عمليات جمع محتوى البيانات وتنظيم سجلات الرعاية الصحية للمرضى في دولة الإمارات عبر مصطلحات واحدة مشتركة ضمن نظام "رعايتي". والذي يسهم بالتوطيد المستدام للنظم الرقمية وتضمين المعلومات السريرية في السجلات الصحية الإلكترونية على هيئة رموز. وتعزز هذه الحلول جهود الوزارة في ربط منشآت الرعاية الصحية وتدعيم التواصل فيما بينها، إلى جانب تسهيل تبادل معلومات الرعاية الصحية، وذلك في إطار نموذج مشترك يستخدم مصطلحات طبية معتمدة عالمياً.
ويعتبر "سنوميد سي تي"، أحد حلول المصطلحات الطبية الأكثر شمولاً في العالم، إذ يوفر لغة مشتركة للحصول على البيانات وتجميعها ومشاركتها بين مؤسسات الرعاية الصحية بصورة متسقة. ويعمل على تسجيل وفهرسة وتخزين معلومات المرضى والبيانات السريرية في نمط مصنّف يمكن استرجاعه أو مشاركته عند الحاجة إليه للأغراض السريرية. وتعتبر مصطلحاته المرجعية الشاملة والمعتمدة عالمياً ضمن قطاع الرعاية الصحية في أكثر من 60 دولة.
توحيد نماذج توثيق البيانات الطبية
وبهذه المناسبة، أشار الدكتور عبد العزيز الزرعوني وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة، إلى أن تبني هذه الحلول التقنية يحقق نقلة نوعية للوزارة في ظل جهودها الرامية إلى توحيد نماذج توثيق المعلومات الطبية وبيانات الرعاية الصحية، كما يسهم في الارتقاء بفاعلية منصة "رعايتي"، الملف الوطني الصحي الموحد وإدارة الصحة السكانية، خاصة بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية. كما سيؤدي إلى تسهيل تداول المصطلحات السريرية واعتماد لغة موحدة، نظراً لأن كلاً من السجلات الطبية الالكترونية (EMRs) وعمليات تبادل المعلومات الصحية (HIE) تعتمدان لغة موحدة.
وأكد الدكتور الزرعوني أن نظام "رعايتي" يعتبر من المشاريع ذات الأولوية التي يتم العمل عليها وتسهم في تعزيز وتمكين قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، من خلال منصة صحية رقمية تعرض بيانات محدثة لسجلات المرضى، وتقدم حلولاً مبتكرة في مجال الأتمتة وإدارة البيانات الصحية لتحسين الكفاءة والجودة والأداء، تماشياً مع استراتيجية الوزارة بتطوير نظم المعلومات الصحية وتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية في المنشآت الصحية وتطوير التكنولوجيا المناسبة لنظام إدارة صحة السكان، في إطار الجهود الحكومية لترسيخ مكانة دولة الإمارات بين رواد الصحة الإلكترونية على مستوى العالم.
زيادة جودة التنسيق بين المنشآت الصحية
وبدوره، قال علي العجمي مدير إدارة الصحة الرقمية، في وزارة الصحة ووقاية المجتمع: "سيساهم ظهور واستخدام "سنوميد سي تي" أيضاً في زيادة جودة التشغيل والتنسيق بين منشآت الرعاية الصحية المتنوعة، إلى جانب تعزيز عمليات تبادل البيانات التنظيمية، مثل مكتب خدمة المطالبات الالكترونية التابع لـ"رعايتي" على المستوى الوطني، ونظام "نابض" لدى هيئة الصحة بدبي ونظام "ملفي" الذي يربط بين مقدمي الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص بأبوظبي".
وأضاف أن "البيانات التفصيلية في هذا النظام المخزنة إلكترونياً ستعمل على زيادة فرص وصول المستشفيات والعيادات والصيدليات عبر دولة الإمارات إلى السجلات الصحية الإلكترونية (EHRs) والسجلات الطبية الإلكترونية (EMRs). كما ستساعد المستشفيات على تسريع عملية اتخاذ القرارات السريرية في مجالات رعاية المرضى ومعالجة مطالبات التأمين، مع إتاحة بيانات شاملة وإحصائية في نفس الوقت حول التحاليل الطبية وصحة السكان، إلى جانب دعم قياس ورصد جودة الرعاية واستخدام الموارد".
وسوف يساعد هذا النظام المعزّز ببيانات واضحة ونظرة متكاملة، على تصميم نظم تقديم الرعاية الصحية، إلى جانب تحسين الأداء السريري والمالي والإداري لمنشآت الرعاية الصحية. كذلك ستساهم البيانات المخزنة على المنصة في الكشف عن أي عمليات غير ملائمة، وتتبع الصحة العامة والمخاطر، إلى جانب دعم إدارة خدمات الرعاية الصحية، وتسهيل مشاركة البيانات المتعلقة بالتكاليف ونتائج الخيارات العلاجية للمرضى.