أكد عدد من الناشرين والمتخصصين بقطاع النشر في جلسات اليوم الثاني من أعمال الدورة الـ11 من مؤتمر الناشرين الذي يقام بالتعاون مع الإتحاد الدولي للناشرين الذي انطلقت فعالياته أمس أهمية ابتكار طرق جديدة للوصول إلى القارئ لتعزيز مبيعات الكتب واستكشاف أسواق جديدة من خلال تناول تجارب عدد من الناشرين المستقلين وعرض أسرار نجاحهم خلال فترة الوباء.
وانطلقت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر بحضور كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الإتحاد الدولي للناشرين وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب والفائز بجائزة نوبل الكاتب والروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح وعدد من الخبراء المحليين والدوليين المعنيين بقطاع النشر.
وجاءت الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر بعنوان "ازدهار قطاع النشر المستقل: تعزيز مبيعات الكتب" وأدارها بورتر أندرسون رئيس تحرير مجلة "ببليشينغ بيرسبكتيف" من الولايات المتحدة شارك بها كل من الناشرة الفرنسية إيمانويل كولاس وخالد الناصري مؤسس ورئيس دار المتوسط للكتب "إيطاليا - فلسطين" وعبر تقنية الاتصال المرئي كل من صاموئيل كولاولي مدير منشورات الجامعة للطباعة والنشر من نيجيريا وميشيل موشابيك مؤسس دار إنترلينك للنشر من الولايات المتحدة.
وأشار ميشيل موشابيك إلى أن إجراءات الإغلاق خلال فترة الجائحة وما رافقها من عوائق طالت قطاع النشر دفعت الناشرين المستقلين إلى تغيير نموذج الأعمال للتكيف مع الظروف معتبرا أن الأزمة مثلت فرصة لابتكار آليات لتحقيق زيادة في المبيعات وأن الكتاب قادر على اختراق الحواجز وجعل العالم مكانا أفضل من خلال دعم تجارب القراء.
وأشارت إيمانويل كولاس إلى أن جائحة كوفيد-19 طرحت على فريق عملها العديد من الأسئلة حول تحديات الاستدامة ومع ظروف الجائحة اكتسبت خبرة جديدة نجحت من خلالها في تحدي تداعيات الإغلاق في فرنسا، وظلت توزع الكتب وتلبي طلبات القراء عبر الهاتف.
من جانبه أوضح صاموئيل كولاولي أن الفترة الماضية ساعدت الناشرين المستقلين على تكوين خبرات أسهمت في مساعدتهم على الانتشار لافتا إلى أهمية اعتماد الناشرين في نيجيريا على المرونة وإستثمار الإنفتاح المتزايد على القراءة مقابل إستفادة دور النشر من التقنيات الحديثة للوصول إلى العملاء.
وقال خالد الناصري إن الشارقة ظلت المكان الحقيقي المنتج والداعم للكتاب خلال الفترة التي هيمنت فيها الجائحة ورغم الصعوبات التي طرأت خلال فترة الوباء إلا أنها كانت فرصة حقيقية لتصحيح عمليات النشر والاهتمام أكثر بصناعة الكتاب وتقديم منتج جديد يحاكي التطورات المعاصرة.
وفي جلسة بعنوان "تحرير الأدب من الاستعمار: الأثر المتنامي للكتاب الأفارقة" تحدث كل من لولا شونين مديرة مهرجان آكي للفنون والكتاب بنيجيريا وبيتينا جابا الكاتبة والمؤلفة من زمبابوي وإيفون أديامبو أوور مؤلفة من كينيا وأدارت الجلسة أنجيلا واتشوكا الشريك المؤسس في بوك بنك بكينيا.
وتناول المتحدثون دور العولمة الثقافية في تسريع مرحلة جديدة من تطور صناعة النشر والتجارب الإفريقية الناجحة في إيصال الآداب والثقافة الإفريقية لشتى أنحاء العالم حيث أكدت إيفون أديامبو أوور وجود توجه عالمي نحو الأدب الإفريقي مشيرة إلى أن هذا التوجه يأتي في سياق كامل للإقبال على القطاعات الإفريقية بشكل عام كالإقتصاد والصناعات الإبداعية، يسعى إلى التعريف بحضارات القارة السمراء.
من جانبها أكدت بيتينا جابا أن اللغة الفرنسية أضافت إلى الفكر الإفريقي الكثير من الآداب وأن المطلوب هو إزالة الاستعمار من ذواتنا من خلال العلم والكتابة والأدب وتسليط الضوء على الأعمال الإبداعية الرائدة التي تحفل بها إفريقيا.
وقالت لولا شونين " هناك جيل من الكتاب الذين كتبوا وألفوا بالعربية وترجمت أعمالهم إلى اللغة الإفريقية وحافظت تلك الترجمة على الذوق الإفريقي في نقل الثقافة العربية إلى القارئ الإفريقي وهي تجارب غنية وواعدة تعبر عن الوعي المتزايد لمد جسور التعريف بالثقافات العالمية ونقلها إلى كافة أرجاء العالم".