أكد سعادة الدكتور محمد الكويتي رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أن التحول الرقمي في الإمارات أصبح يشمل مختلف مناحي الحياة في المجتمع حيث أدى الاعتماد على التكنولوجيا ورقمنة الحياة بشكل كامل إلى ظهور بعض التهديدات السيبرانية التي تستهدف سلامة المجتمع الرقمي وهو ما يجعلنا نعمل بفكر إبداعي ومبتكر للحفاظ على منجزات الدولة ومسيرة التحول الرقمي الشاملة.
وقال الدكتور محمد الكويتي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش مشاركته في الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة إن الاتصال الحكومي أصبح وسيلة رئيسية وفعاله لنشر ثقافة الأمن السيبراني وهو ما نطمح إلى تحقيقه من خلال المشاركة في أحد أهم المنتديات المعنية بالاتصال الحكومي واستشراف مستقبله بما يجسد رؤية القيادة الرشيدة ونهج الدولة في تعزيز التواصل الإنساني.
وأوضح أن التهديدات السيبرانية التي تواكب التطور التكنولوجي الهائل تتطلب تعزيز الوعي المجتمعي والتواصل الفعال للتعريف بكيفية تفادي الوقوع ضحية للهجمات السيبرانية الرقمية والتي تستهدف الأشخاص والمؤسسات الحكومية والخاصة.. لافتا إلى أن الجاهزية والاستباقية في التصدي للهجمات الرقمية تتطلب تكثيف التواصل والتعاون بين مختلف فرق العمل الوطنية وتنفيذ برامج تدريب ومحاكاة على الهجمات الرقمية الخبيثة .
وقال إن الجهوزية للمستقبل تتطلب رؤية ونهجا واضحا في استشراف المستقبل تقوم على التوظيف الأمثل للأدوات والتقنيات الحديثة وهو ما تمتلكه الإمارات التي حققت المركز الأول عربيا والثالث بين 27 اقتصادا ناشئا حول العالم متقدمة على دول مثل روسيا والصين والهند والمرتبة 23 عالمياً بين 123 دولة في تقرير "مؤشر الجاهزية للمستقبل" الصادر عن مركز "بورتولانز" في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأشار الدكتور محمد الكويتي إلى أن ما حققته الإمارات من إنجازات في الجهوزية للمستقبل جاء بفضل الرؤى السديدة للقيادة الرشيدة وتوجيهاتها بالاستعداد للمستقبل والتخطيط الاستباقي له وتبني الابتكار أساسا للتنمية الشاملة من خلال فضاء رقمي آمن مستند إلى منظومة أمن سيبراني متطورة قادرة على حماية منجزات الوطن والتصدي باستباقية وكفاءة واحترافية لمختلف الهجمات الرقمية المحتملة والحالية.
وقال إن التحول الرقمي الناجح في الإمارات يعتمد على أطر وآليات حكومية وبيئة تشريعية متقدمة داعمة للرقمنة وبنية تحتية متقدمة كل هذه العوامل أسهمت في ريادة الدولة وقدرتها على رقمنة الحياة بما يعزز جودة الحياة لجميع السكان.
وأضاف أن الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة بتسريع التحول الرقمي أسهمت في تأدية دور مهم في استمرارية الأعمال وتقديم تجربة خدمات رقمية آمنة خلال جائحة "كوفيد - 19" وشكلت مسرعا لإبتكار وتقديم المزيد من الخدمات الرقمية.
وقال إن دولة الإمارات تواصل جهودها مع الدول والمنظمات الدولية وكيانات القطاع الخاص لتبادل المعلومات على مستوى السياسات والمستوى الفني لمواجهة التحديات المشتركة المتمثلة في التهديدات السيبرانية لمختلف القطاعات الحيوية على مستوى العالم وذلك من مواصلة تطوير البنى التحتية والآليات اللازمة لتعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني.
وأكد سعادته أنه مع التسارع الكبير في تبني التقنيات الحديثة في كافة مفاصل المجتمعات والمجالات الحيوية في العالم شهدت الحكومات تحولا رقميا شاملا لخدماتها وعملياتها اليومية حيث أصبحت ممكنا رئيسياً في تطوير البنى التحتية والتي برزت أهميتها في ظل ظروف جائحة "كوفيد-19" إذ ساهم هذا التحول المتسارع في فتح أبواب للمخترقين تمكنوا من خلالها للوصول إلى البنى التحتية الحساسة في مختلف القطاعات على مستوى العالم كمحطات الكهرباء والغاز والمياه وغيرها.
وأوضح أن أدوات الاختراق باتت اليوم أكثر سهولة وأقل تكلفة مما أتاح للمهاجمين استغلال ظروف جائحة كورونا وكثرة الاعتماد على الخدمات الرقمية إلى تنفيذ مختلف الأنواع من الهجمات السيبرانية ومن أبرزها هجمات الفدية الخبيثة التي شهدت ارتفاعاً ملحوظا في نسبتها خلال الأشهر الماضية.
وذكر سعادته أنه بعد أيام قليلة تنطلق على أرض الإمارات أكبر تظاهرة ثقافية وحضارية عالمية وهي إكسبو 2020 وهي منصة سنبهر من خلالها العالم وسنرى مكانة الإمارات العالمية وثقلها الإنساني والتكنولوجي ورؤيتها التنموية التي أساسها ريادة المستقبل بالإبداع والابتكار وبكفاءات وطنية مؤهلة لا تعرف المستحيل.
